![]() |
|
قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
رحيل ... في زمن الانكسار ... من خواطري
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() رحيل ... في زمن الانكسار ... من خواطري
عاشت رحيل حياة عادية بريئة ككل الفتيات وكانت تحلم كمثيلاتها في سن المراهقة أن تلتقي فارس احلامها حتى انها وضعت له صورة في مخيلتها وكونت له شخصية فذة متمنية ان يكون ثريا ووسيم و ان تتزوجه وتنجب منه طفل او طفلين وتحسن تربيتهما وتعليمهما فيكونا مضربا للمثال بين اترابهم . كان واقع حالها وهي المراهقة التي فتحت لمخيلتها كل أبواب الأماني والطموح المندفع المبني على أحلام اليقظة و إرضاء النفس الضعيفة لا غير .تخطط لأن لا يكون هناك عائق في سبيل تحقيق طموحاتها و احلامها و أن لا يقف بخل والدها حجر عثرة في سبيل تحقيق ماربها . جاهدت وقاومت تعنت والدها في التكفل بها من الناحية المادية بقدر ثرائه والبحبوحة المالية الكبيرة التي يعيشها إلا أنه دائما ما يحاول إقناعها رغم صغر سنها بأن ما حققه من ثراء وجاه لم يكن ليكون هكذا لولا تضحياته و تعبه الدائم في جمع وكنز الأموال الى ان حقق ثروته تلك .وعليه لا يجب إنفاقها بسخاء وعطاء كثير .حتى لا تزول . رغم أن الوالد كان يعيش بمعية ابنته فقط إلا انه كان لا يرى فيها غير متطلبات الانسان الغريزية من خلال مأكلها ومشربها وكسوتها التي لا تليق بمقام فتاة يملك والدها من الأطيان والمال ما يوفر عليهما تعب الحياة و ما قدر الله لهما ان يعيشاه . توفيت والدتها بورم في المخ وكان كلما أصابها صداع في راسها تتذكر ما كانت تعانيه امها وذلك الكلام الغريب والمبهم الذي كانت تردده ولانها صغيرة لم تكن لتعي ما كانت تقوله والدتها وتفهمه ، فلا تجد سلوتها إلا في البكاء و احتضان صورتها بقوة تعتصر الالام دواخلها فتحاول التخلص من ذلك الصداع بالنعاس الذي أثقل جفونها فتستسلم للنوم وهي تحتضن صورة والدتها . كان لفراق أمها الأثر الكبير على نفسها واعترفت انه قدر حتمي ولا بد من تقبل الواقع مهما كان ولا يجب ان تتخذه ذريعة لتؤانس الوحدة و إطلاق العنان للأحزان فرغم صغر سنها فقد عانت الكثير من المحن وتجرعت كؤوس الألم حد الثمالة ولم يشفع لها ثراء والدها الذي لم تنعم به رغم وفرته ورغم انها وحيدته . كبرت .رحيل وبلغت سن الثامنة عشرة من عمرها ولا شيء تغير في حياتها بل مرت كل أيامها والسنوات التي بلغتها روتينا معتادا و اياما ثقيلة ثقل حضها العاثر ، فقررت ان لا تستسلم لقدرها وما عليها إلا ان تخطو خطوة جريئة تغير معالم حياتها وبدأت في التفكير وقد زين لها الشيطان الطمع محاسن وحق وجب أن تأخذ نصيبها منه ، ولكي تتعايش مع أفكارها أقنعت نفسها باحقيتها في الاستفادة والتمتع بمال ابيها وثروته الطائلة . كانت رحيل تخطط لبدء حياة جديدة بخطى مدروسة ومتأنية ولم تكن تعلم ما كان يخبئه القدر وما كان ينتظرها .، فكان ان فاجئها والدها ذات يوم على غير عادته وهو يحمل علبة مغلفة بإحكام واتقان بل زاده تودده وتواضعه المفاجئ دهشة وحيرة في نفس الوقت مما جعل رحيل لا تصدق ما تراه ، ففي حدود علمها لم تتذكر ولا مرة واحدة ان قدم لها والدها هدية أو تكلم معها بذلك الود والتواضع رغم أنها تربت يتيمة وعانت من الحرمان في صباها ما حرمها رغد العيش . التزمت رحيل الصمت لشدة المفاجئة وعجز تفكيرها عن تفسير ما رأته بل العجب أنها لم تستطع تصديق أن الشخص الواجم امامها والدها . طلب منها ان تجلس وتقبل اولا هديته التي سوف تكون مفاجئة لها لانه تعب كثيرا واحتار في إختيارها لولا مساعدة فاتن له في اختيارها واقناعه انها الهدية المناسبة .، لم تنتهي مفاجئات الوالد التي تهاطلت على رحيل بهذا الكرم الذي لم تعهده من قبل ولم تتمالك نفسها عند سماع اسم فاتن واستغربت هذا الاسم لانها لم يسبق و أن مر على مسامعها أو حتى تتذكره بصفة عابرة ، استجمعت قواها ولملمت حيرتها وهي تسال والدها ، من تكون فاتن هذه ؟ وما علاقتها بي حتى تختار لي هديتي وتكون طرفا مجهولا لا اعرفها .؟ استغل الوالد سؤالها بطريقة فيها من الدهاء والفرصة المواتية لفتح ما جاء من اجله وقطع حيرتها وأسئلتها المسترسلة وكأنها أرادت ان تقول ما لم تقله في سنين خلت .، واجابها ... هذا ما أردت الحديث فيه ومناقشته معك . لم يترك لها فرصة التعقيب او السؤال ثانية وواصل حديثه قائلا : لقد عشت كفاية بعد وفاة والدتك وكان لا بد لي من إمراة اخرى تشاركني حياتي وتخفف عني أيضا وحدتي القاتلة و ..... كان الوالد مسترسلا في كلامه ورحيل تائهة في عالم آخر غير العالم الذي هي فيه ، رحلت بفكرها وعقلها الى سنين خلت وتذكرت حياتها البائسة وحرمانها العيش الرغيد الذي تمنت أن تعيشه ... مر شريط حياتها بسرعة الى ان استوقفتها صفحة مظلمة وحزينة وتذكرت ما كانت تقوله والدتها حين تصاب بذلك الصداع في راسها نتيجة الورم الذي نغص حياتها وكان سببا في وفاتها ، وهنا ادركت ما كانت تعانيه أمها وما كانت تخفيه عنها . لم تستفق رحيل من حالتها إلا والدموع تنهمر من عينيها تكاد تحبس انفاسها مرارة وحقدا على والدها الذي كانت انانيته وحبه لنفسه سببا في تعاستها وامها . لملمت ما تبقى لها من قوة ورمقت والدها بنظرة خاطفة وهرولت مسرعة الى غرفتها تجر ذيل الخيبة والحسرة على ما آل اليه والدها وحضها هي . اعتقدت لوهلة أن المرضى بإحساس العشق لا يستثني أحد ، ينطلق من الطفولة في البحث عن السعادة المطلقة فلا يلقاها لا في الاسرة ولا في الحب ولا في العالم باسره ، ويرى نفسه منساقا الى البحث عن مطلق خارج الزمان شأن المراهقين الصغار و اصحاب الكنوز الموفورة . أدرك الوالد أنه لا جدوى من محاولته الفاشلة في إقناع ابنته بطلبه في الزواج من فاتن وكانت تلك هي فرصته الوحيدة لاقناع نفسه والبدء في ما عزم عليه ، كان يوهم نفسه ان العقبة الوحيدة التي حالت دون زواجه هي ابنته والان وقد أعلمها بقراره لم يبق له سوى تنفيذ مخططه . ولأن المصائب تأتي تباعا فقد علمت رحيل بأن والدها قرر إحضار زوجته المصون والعيش في كنف وغرفة أمها التي طالما حافظت على نظامها وديكورها كما لوكانت أمها لا تزال على قيد الحياة . لم يبق لرحيل ما يجعلها تعيش لذكرى والدتها فقد حلت مكانها فاتن و اصبحت الامر الناهي وسيدة البيت الأولى فكثر خدمها وحشمها وزادت الهدايا التي لا تنقطع بمناسبة أو بدونها . كل ذلك ورحيل يعتصرها الألم والحرقة فقررت ان تضع حدا لكل ذلك وتوقف مهازل والدها و عربدته فكان القرار المفاجئ والجريء في نفس الوقت أن ..... يتبع إن شاء الله وباقي القصة
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الانكسار, خواطري, رحيل |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc