انا ..والشيعة ..والاختراق

[العثماني]

لا أرى فائدة في زمننا في التفريق بين الشيعة والرافضة
هل المقصود من التفريق أن الموقف من الشيعة هو غير الموقف من الرافضة ؟ أو كأن الشيعة معتدلون والروافض غلاة ؟
التفريق بين الشيعة والرافضة في زمننا هو نوع من الترف الفكري لا أكثر ؛ فأين هو الشيعي بالمفهوم التاريخي حتى نتحدث عنه ؟
لقد كان التشيع في بداياته ايقوم على تقديم علي بن أبي طالب على عثمان بن عفان ؛ في الفضل والإمامة ؛ وكان الشيعي هو من يؤمن بإمامة الشيخين ثم ابن أبي طالب ثم عثمان ؛ فأين هم الشيعة الذين يعتنقون هذه العقيدة في زمننا ؟
حتى الشيعة الزيدية والذين يٌقال عنهم معتدلون هم يُقدمون علي ابن أبي طالب على الشيخين ؛ غاية ما في الأمر أنهم يؤمنون بجواز إمامة المفضول على الفاضل ؛ أي أنهم انتهجوا حل توفيقي. ؛ فالإصطلاح التاريخي في اطلاق اسم الشيعة لا ينطبق على الزيدية أنفسهم.
كن مفهوم واصطلاح الشيعة تطور ولم يتوقف عند مرحلة تفضيل علي على عثمان
الشيعة التاريخيون هم فرق عديدة لكنهم انقرضوا : مثل الشيعة الفطحية والشيعة الواقفة والشيعة الكيسانية وغيرها.. ولم يبق من فرق الشيعة سوى 3 أو 4.

المعتقد الشيعي عرف تطورا عبر التاريخ ؛ ومن يتأمل معتقدات الشيعة يخلص إلى تدخل العامل البشري في صياغة المعتقد الشيعي ؛ فالشيعة الأوائل الذين تشيعوا لعلي بن أبي طالب وقدموه على عثمان بن عفان رضي الله عنهما لم يكونوا يؤمنون بعقيدة العصمة والتي أصبحت ركن ركين من أركان عقيدة الشيعة في زمننا.

قلت في البداية أن التفريق بين الشيعة والرافضة في زمننا هو نوع من الترف الفكري ؛ لأن فرق الشيعة اغلبها انقرض وبقيت أربع فرق رئيسية :
1- الشيعة الزيدية : وينتشرون في اليمن تحديدا
2- الشيعة النصيرية : وهم فرقة باطنية يسمون أنفسهم بالعلويين ؛ ويتواجدون في سوريا وتركيا
3- الشيعة الإسماعيلية ؛ وهم فرقة باطنية يتواجدون في أنحاء في السعودية وباكستان ودبي ؛ ولديهم انقسامات داخلية بين الدروز والبهرة وغيرهم
4- الشيعة الإمامية الإثني عشرية : وهم الفئة الغالبة اليوم ؛ وهم منتشرون في إيران ولبنان والعراق والسعودية والبحرين والكويت ةأذربيجان وغيرها.
وبعض العلماء يُطلق وصف رافضة على الإمامية الإثني عشرية. حتى جرى التلازم بين الرافضة وبين الإمامية الإثني عشرية.
ونظرا لغلبة الإمامية الإثني عشرية واستاع انتشارهم في العالم فإن وصف شيعة لصيق بهم بالدرجة الأولى وينصرف إليهم دون غيرهم ؛ إذ نحتاج لتمييز الفرق الشيعية الأخرى إلى إضافة وصف كـ شيعة زيدية .. شيعة نصيرية ..الخ