موضوع مميز لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-15, 15:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات

إن آخر حصن ومعقل لحفظ العرض وصيانة الكرامة وحراسة الفضيلة، ما أودعه الله تعالى في نفس كل آدمي من غيرته على الأعراض؛ غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين على أن تنال الحرمات أو تُخدش بما يجرح كرامتها وعفّتها.
غيرة العرب في الجاهلية:

لم تكن غيرة أحدهم قاصرة على عرضه فحسب، بل إنه يغار على عرض جيرانه وقرابته وقبيلته، يقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مثواها
و قال الأعشى في المرأة تمر من بيت جارتها في سكينة تتحفظ بها من إثارة أعين الناظرين إليها:
كأن مرورها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل

وما أجمل قول عروة ابن الورد:
وإن جارتي ألوت رياح ببيتها تغافلت حتى يستر البيت جانبه
ومن نخوة العرب وغيرتهم أنهم يكنون عن حرائر النساء بالبيض وقد جاء القرآن الكريم بذلك فقال سبحانه: كأنهن بيض مكنون وقال امرؤ القيس: (وبيضة خدر لا يرام خباؤها) ويكنون عنها بالنخلة:
ألا يا نخلة في ذات عرق عليك ورحمة الله السلام

ومن نخوة العرب وغيرتهم أنه كان من عادتهم إذا وردوا المياه أن يتقدم الرجال، والرعاء ثم النساء إذا صدرت كل الفرق المتقدمة، حيث يغسلن أنفسهن وثيابهن ويتطهرن آمنات، ممن يزعجهن، فمن تأخر عن الماء حتى تصدر النساء فهو الغاية في الذل.
وكان من مظاهر الغيرة عند العرب ستر النساء ومنعهن من الظهور أمام الرجال، يقول الأفوه الأودي:
نقاتل أقوماً فنسبي نساءهم ولم ير ذو عز لنسوتنا حجلا


غيرة النبي صلى الله عليه و سلم:

ويوم أن جاء الإسلام أقرَّ هذه الغيرة وهذّبها وطهّرها ونقّاها مما خرج بها عن حدها واعتدالها، و ميّز النبي صلى الله عليه وسلم ما يحمد من الغيرة وما يذم، حيث قال: " إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله عز وجل، فأما الغيرة التي يحب الله عز وجل: فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل: فالغيرة في غير ريبة"
وأشد الناس غيرة على الأعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.. عن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن."
غيرة الصحابة:

غيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص: ((أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق، وهي تحته يومئذ، فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: لا يدخلن رجل، بعد يومي هذا، على مغيبة، إلا ومعه رجل أو اثنان))روآه مسلم
غيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه:

وها هو الزبير زوج أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - يضرب لنا أروع الأمثلة على غيرة الزوج على زوجته، فتقول أسماء - رضي الله عنها -: (تزوجني الزبير وما له من الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضج وغير فرسه فكنت أعلف فرسه واستقي الماء وأخر زغربة وأعجن ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، وهي مبني على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال: أخ أخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني قد استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلى أبي بكر بعد ذلك بخادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني
غيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أعظم الصحابة غيرة على النساء، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم غيرته في الرؤيا التي رأى فيها قصر عمر بن الخطاب في الجنة والمرأة التي كانت بجانب القصر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته، فوليت مدبرًا . فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!))روآه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
وعن ابن عمر قال: ((كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد، فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله))روآه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
وقد أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحجب نساءه، ثم نزل القرآن موافقًا له، فعن أنس رضي الله عنه قال: (قال عمر وافقت ربي في ثلاث ، فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة: 125] وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن ، فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغَيْرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية) روآه البخاري
غيرة عائشة رضي الله عنها:

- فعن عائشة- رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا. قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع. فقال: ((ما لك؟ يا عائشة! أغرت؟. فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقد جاءك شيطانك؟. قالت: يا رسول الله! أو معي شيطان؟. قال: نعم. قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم. قلت: ومعك؟ يا رسول الله! قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم))روآه مسلم
وعنها أيضًا رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة على عائشة وحفصة فخرجنا معه جميعا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الليل سار مع عائشة يتحدث معها فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك فتنظرين، وأنظر قلت: بلى فركبت حفصة على بعير عائشة وركبت عائشة على بعير حفصة فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم، ثم سار معها حتى نزلوا، فافتقدته عائشة فغارت فلما نزلت جعلت تجعل رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربًا أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أقول له شيئًا)) روآه البخاري ومسلم واللفظ له
غيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

دخل سيدنا علي أبن ابي طالب رضي الله عنه على زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين فوجدها تستاك اي تستعمل السواك فقال ممازحا وكأن السواك رجل يخاطبه
ظفرت ياعود الأراك بثغرها ما خفت ياعود الأراك أراكا
لو كنت من أهل القتال قتلتك مافاز مني ياسواك سواكا


و إلى كل رجل وامرأة أسوق هذه القصة التي رواها الحافظ بن كثير في كتابة المنتظم قال : تقدمت امرأة إلى قاض فادّعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار، فأنكر، فجاءت بمن يشهد لها بالصداق، فقال القاضي: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم هل هي الزوجة أم لا. فقال الزوج : لا تفعلوا، هي صادقه فيما تدعيه . قال ذلك حتى يصون زوجته من أن ينظر إليها غير ذي محرم فقالت المرأة حين عرفت أنه أقرّ ليصون وجهها:"هو في حل من صداقي في الدنيا والآخرة"








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-12-15 في 16:06.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيرة, كانت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc