// ** - ماذا لو هدم المسجد الأقصى - ** //

[بوسماحة 31]

الاتفاق المنسي بين الدولة العربية والدولة العبرية
اتفاق فيصل ---فايتسمان 1919

تشير احدى وثائق الخارجية البريطانية الى الاتفاق المنسي بين الدولتين اليهودية والعربية أو «اتفاق فيصل – فايتسمان 1919»، ففي عام 1915 وخلال الحرب العالمية الاولى، اجرى الملك العربي امير مكة المكرمة والحجاز الشريف حسين بن علي مفاوضات مع البريطانيين الذين ارادوا من عرب الامبراطورية العثمانية مساعدتهم ودعمهم في مواجهة العثمانين ، وطالب العرب خلالها التخلص من الحكم العثماني الفاشي العنصري واقامة دولة عربية،
وبعد سلسلة من المفاوضات جرت بين الشريف حسين والممثل الاعلى لبريطانيا في مصر «هنري مكماهون»، اشترط البريطانيون الا تشمل الدولة العربية الاسكندرون ومرسينا في سورية وارض اسرائيل باعتبارها اراضي غير عربية.
وعلى اثر الاعلان عن انتقال الحكم في ارض فلسطين الى البريطانيين، تقدم وجهاء سياسيون يهود برئاسة «حاييم عزرئيل فايتسمان» بطلب استعادة سيادتهم على منطقة فلسطين! فأعطى البريطانيون شعب اسرائيل موافقة نسبية عبر وثيقة «وعد بلفور عام 1917» التي اعترفت بحق اليهود في الأرض،
وخلافا للخط الذي يمثل جزءا من الفكر العربي الاسلامي ، لم يجد الشريف حسين وابنه الامير فيصل في الدولة اليهودية تهديدا للعرب أو الاسلام، واعترفا بحق شعب اسرائيل في اقامة دولته، وفي عام (1918) نشر في صحيفة القبلة التي صدرت في مكة اعتراف الشريف حسين وابنه الامير فيصل بهوية دولة اسرائيل.
نتج عن اللقاءات التي تمت ابتداء من عام (1918) بين الامير فيصل مندوب مملكة الحجاز وبين مندوب الحركة القومية اليهودية «حاييم فايتسمان»، التوقيع على اتفاق نهائي بينهما اوائل (1919) عرف بـ«اتفاق فيصل – فايتسمان»، وفي جزء من ذلك الاتفاق عبر ملك الحجاز عن دعمه لوثيقة بلفور الذي نادى بوطن قومي لليهود في فلسطين معترفا بهوية الأرض اللاعربية، مناديا بالتعاون المشترك وحسن الجوار في حال قيام دولة عربية برئاسته مع الدولة اليهودية، واجرى مقابلات مع صحف يهودية عبر فيها عن وجود مكان للطرفين اليهود والعرب في سورية الكبرى.
ترأس الامير فيصل بن الحسين بنفسه الوفد الاسلامي من الشرق الاوسط في «مؤتمر باريس للسلام» عام (1919) الذي اعترف بمطالب الحركة القومية اليهودية، واقرها المؤتمر بتاريخ 1919/3/3.