اول يوم ستاج

[soumia bougaa]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اردت ان اتشارك واياكم اول يوم لي في المناوبة الليلة la garde



الرحلة بدات على الساعة ال 17:50 البارحة ال 05/10/2015

اتجهت الى المشفى ..

ولكم ان تتخيلوا شعور انسان لم يعتد السهر ولا التعب الشديد ولم يجرب حتى المناوبة النهارية فما بالك بتلك الليلية ..

انتظرت في مدخل المشفى ما يقارب النصف ساعة منتظرة ان يطل اي شخص اعرفه فادخل واياه الى قسم الاستعجالات ..

والحمد لله اطل طالب معي في ذات الدفعة فتعجب مني كيف انني انتظرت ما يقارب النصف ساعة باحثة عن من ادخل واياه الى القسم *هو متعود على عقلية المشفى*

المهم دخلت الى القسم فوقفت امام قاعة العلاج فسالتني الممرضة عما اريد فاخبرتها انني متدربة وجئت قصد المساعة في المناوبة

فنهرتني قائلة: ايهيه واش تستناي روحي لهاذيك لاشومبر بدلي حوايجك وهياي اقفزي ..

فاحسست كان الحجل والخوف الذين تملكاني تبخرا ..والحمد لله ..


اشارت الساعة الى حوالي ال 18:30 حين طلب مني ال ECG *تسجيل خاص بالقلب* .. فتعجبت واخبرتهم انه لم يسبق لي ان استعملته ..


فاضطر الممرض الى رسم تخطيطي كي يشرح لي الطريقة ... والحمد لله تمت العملية بنجاح
واعدت ذات الفعل مرة اخرى مع مريضة اخرى ... وهنا كانت الانطلاقة * تسرحو يديا ورجليا *

ولحسن /سوء حظي انني كنت الممرضة الصغيرة الوحيدة .. وان عدد المريضات الحاجة الى -حقن-مراقبة-اخذ عينات كان كبيرا ..



لكن الحمد لله تمت المهمة بنجاح بفضل الطاقم الشبه الطبي الذي لم يبخل علي بشيء بالعكس كانوا هو من يستدعونني في حال كانت هناك حالات جديدة كي اطلع عليها واتعلم منها ...

كل شيء كان عاديا كحالة اي مصلحة استعجلات في الجزائر .. لكن الامر انقلب انطلاقا من الساعة ال 20:30 اين صار تدفق المرضى كبيرا ججدا ... حيث بالكاد تمكنا من الجلوس ..

ماان ننتهي من وصفة طبية حتى تطل علينا اخرى ... وهنا استحضرتني العديد من المواقف ممن كانوا معي:

يتعلق بالطاقم الذي كنت اشتغل معه : كانوا من النوع الذي بالفعل يحب عمله لا يبخل على المتدربين بشيء ..

فكانت ان اتى شخص الى قاعة العلاج تجدني انظر اليه وكانني مترددة في الذهاب اليه كي اعرف مابه لكنهم جعلوني اتخلص من هذا الامر .. اذ صار كلما اتى مريض *نوضي ليه واش راكي تستناي / روحي ليه شوفيه واش خصوا / اقفزي وجدي لبرة ادي السيروم للمريضة الفلانية / اضربي لبرة لفلانة/ ماركي واش درتي في الورقة/ روحي للغرفة الفلانية فيها خياطة تاع جرح شوفي كيفاش يخيطوها / روحي لقسم التجبير اعرفي كيفاش يخدموا / نحي الدم ايه للبنك الدم ... *...

من وراء كل هذه المعاملة انطبق عليا لمثل الي يقول:"جا كاري صبح شاري ههه* لاني وليت ما نستنا حتى حد نستنا قدام الباب ونقرا الوصفة نحضر الدوا وساعات ان الي نضربو ساعات نمدو لواحد من الي معايا ..*تولي للحالة *

دقت الساعة ال 23:00 وبدا لعيا يتسلل الي فلم اجد سبيلا غير ماكينة القهوة *ولانها المرة الاولى برمجتها على : قهوة ثقيلة ونسيت السكر* .. وتخيلوا قهوة ثقيلة بدون سكر ...

ومع ذلك عفست على قلبي وشربتها ..




في تلك الفترة نقص شوية الضغط وتمكنا اخيرا من الجلوس وتبادل اطراف الحديث اعوان الشبه الطبي والاطباء ..

فاحسست ان كل مادرسته لايساوي شيئا امام ما يحملونه هم في عقولهم .. لكن ومع ذلك شاركت في النقاشات التي دارت * والتي لم يسبق لي ان رايت شبيهاتها وبالفعل كانت من افضل الحوارات والنقاشات التي حضرتها في حياتي *

كما ان العديد منها كان يفتح بعد ان يوجه السؤال الي ان كنت اعرف الطريقة الفلانية او الاداة الفلانية او حتى الدواء ..
*****

بعد تلك الراحة عادت الحياة الي الاستعجالات وزاد تدفق المرضى اليها فصارت خلية نحل .. هذا يحضر الدواء هذا يجري حقنة هذا يخيط جرحا واخر يجري جبيرة في حجرة اخرى.. اخر في غرفة الصدمات لاجراء فحوصات حول القلب .هنا تقاس درجة الحرارة هذا متوجه الي الصيدلية واخر الى المخبر ..الخ الخ ..





تعبنا كثيرا *لكن اختكم طار عليها نعاس* فتحولت الى مراجعة دروس مادة : الامراض المعدية الى فوت امتحانها اليوم

واحيانا اساعد ان اتى مريض او اتجول قليلا في المكان كي اقتل النعاس الذي يكون في طريقه للتسلل الي ..

والحمد لله فقد وفقني الله عز وجل الى ان اتم مناوبتي بنجاح تام والحمد لله ...

دقت الساعة ال 7:00 صباحا واتنهت بها رسميا مناويتي عدت الى المنزل وبالكاد كنت استطيع المشي ..


تحدثت قليلا الى امي وابي عن المناوبة الاولى في حياتي .. بعدها توجهت الى سريري ولكن النوم قد فارقني ..

لكن التعب لم يتركني فاضطررت الى التغيب عن الحصة الصباحية .. وحين بدات اشعر بالنعاس ايقظتني مكالمة من صديقتي تتسال فيها عن احوالي وعن سبب غيابي ..

تلك المكالمة كسرت نومي ..

استيقظت اغتسلت و وحضرت نفسي للحصة المسائية ... اجريت امتحانا بالكاد كنت استطيع امساك القلم .. لكن الحمد لله اجتزته باقل الاضرار ..

الى الان اكتب الموضوع والتعب لا يزال يسكنني .. لكن صدقوني لم اجرب اجمل من هذا الاحساس .. فما اجمل ان نتعب كي يرتاح غيرنا ...

وان نسهر لتخفيف الام غيرنا ...

هذا كان اول يوم لي كمتدربة في انتظار ما ستحمله باقي الايام من مناوبات وتدريبات اخرى ...

اترككم ...

لاعود اليكم في قصة مناوبة اخرى

في الختام فقط اتوجه بالشكر الى جميع طاقم الاستعجالات واخص بذلك اعوان الشبه الطبي ..