معالجةُ المعاجةِ..

[كاظم 19]

حدّثتني ابنتي هذا الصّباح...
مثلما تعودۤت تتحدّث عمّا جدّ في يومها وما يدور في مخيلتها الواسعة رغم صغر سنّها...
فهي كثيرة الأسئلة،سريعة الاستجابة والتّفاعل ، تناقش بشغف ما بقي مبهما محيّرا لديها،أطاوعها بالأسلوب المحفّز، مصحّحا مفاهيمها برفق... ،فهي في السّنة الأولى من التّعليم الابتدائي...
قالت وبريق الفخر والاعتزاز بنفسها، يشع من عينيها ....
" أنا ما نديرش المعالجة، آنستي تحكم غير الّى ما يعرفوش يقراوا"
لم أجب وغرقت في صمت مسافة الطّريق بين البيت و المدرسة ...
كيف دخلت هذه الفكرة الخاطئة عن حصة المعالجة لعقل بريء كهذا ؟؟؟؟
وما دام شعور ابنتي وهي تزفّ الخبر ، كما وصفته سابقا...
فكيف هو شعور ذاك الطّفل أو البنت الّتي تقاسمها ربّما الطّاولة
ومعنِيّ أو معنيّة بهذه الحصّة الّتي ربّما يصفها ضمنيّا باللّعينة دون أن يعبّر عن ذلك .... ....؟!
بداية تراكم المكبوتات....
أستبعد أن يُنقلﹶ هذا المفهوم الخاطئ من الزّملاء الأساتذة ....
قد أوحى لها أخوها الأكبر ببضع سنوات منها، بالفكرة ...أو تسربت لها من تلاميذ احتكت بهم في الوسط المدرسي ...
أو......أو.....
ليس هذا هو المهمّ.....
الواقع أنّ مفهوم حصّة المعالجة صار خاطئا ، في نظر الكثير من أبنائنا، لدرجة أنّ المعني بها،يُخدش في مشاعره و يرفضها تماما، وينظر إليها بعين المقت ، وإن أُرغم عليها ( أي الحصّة )، فضررها يصبح أكبر من نفعها في هذه الحالة...
من خلال طرحي لهذا الموضوع ، قصدت تدخلاتٕ من الزّملاء والزّميلات الأساتذة، أو ممّن ترجى نصائحهم ... -جازاكم الله خيرا- ...كي ننوّر بها بعضنا البعض ....
ونعالج مفهوم المعالجة بيننا، ونقوّم أنفسنا ،
حتّى لا نقع في أخطاء تربوية نتائجها وخيمة
و غير قابلة للتّرقيع....
شكرا للجميع....