س: ما هي المرتبة الثالثةُ؟
ج: هي الإحسان: ركن واحد، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكُنْ تراهُ فإنه يراك.
س: ما الدليلُ؟
ج: قوله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ{[النحل: 128] وقال تعالى: }وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{ [الشعراء: 217-220] وقوله تعالى: }وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ{ [يونس: 61].
س: ما الدليلُ من السنة؟
ج: حديثُ جبريل المشهورُ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «بينما نحن جلوسٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديدُ سواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفه منا أحدٌ فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال يا محمدُ أخبرني عن الإسلام فقال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن مُحمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحج البيت الحرام إن استطعت إليه سبيلا» قال: صدقت فعجبنا له يسأله ويُصدقه: قال: أخبرني عن الإيمان قال: «أن تُؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خير وشره»قال: أخبرني عن الإحسان، قال: «أن تعبد الله كأنك تراهُ فإن لم تكن تراه فإنه يراك» قال: أخبرني عن الساعة. قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل» قال: أخبرني عن أماراتها قال: «أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاءَ الشاء يتطاولون في البيان» قال فمضى فلبثنا مليًّا فقال يا عمر أتدرون من السائل قُلنا الله ورسوله أعلمُ قال: «هذا جبريل أتاكمُ يعلمكم دينكم»([1]).
([1]) تقدم تخريجه.