أحذركم ونفسي من هذه الأمور الشركية

[عبد القادر الطالب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله

صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

لكل شيء أساس وقاعدة يبنى عليها ويعرف من خلالها .والتعلق بغير الله وإنساب النعم لغير الله . هو ظلم عظيم في حق الله ,ومن تعلق بشيء من غير الله وكله الله إليه وعذب به وصار عند الله مذموما مخذولا لانا صر له قال تعالى في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً}

وقال أيضا {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ}

وقوله تعالى {وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}

ونسبة النعم لغير الله كثيرا ما نقع في انتسابها لغير الله وننسبها للعباد كما ننسب كثيرا من الحوادث إلى الأحوال الفلكية وغيرها

وهذا كله شرك سواء بقصد أو بغير قصد لأن كل نعمة فمن الله وحده لا شريك له ,ومن نسبها لغير الله فقد أشرك

كمن ينسب نعمة المال والشفاء إلى فلان وفلان ,أو ينسب نعمة السلامة في البر والبحر والجو إلى السائق والملاح والطيار, أو ينسب شيئا من النعم إلى جهود الحكومة أو الأفراد ونحو ذلك فقد أشرك بالله

وعلى هذا فيجب نسبة جميع النعم ظاهرة وباطنه إلى الله وحده لا شريك له وشكره عليها سبحانه وتعالى

أما ما يجري على يد بعض العباد فإنما هي أسباب قد تكون وقد لا تكون وقد تثمر وقد لا تثمر أو تنفع أولا تنفع

والدليل قوله تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ

وإلى لقاء آخر إن شاء الله