السلام عليكم و رحمة الله :
كان زواجا تقليديا ، لا أعرف زوجتي سابقا ، أول مرة تعرفت فيها عليها يوم الرؤية الشرعية ، أعجبني فيها كل شيء ، كانت كما تمنيت و أكثر ، فترة الخطبة لم نتواصل فيها كثيرا إلا نادرا ، رغم أننا نقوم بالتدريس في نفس الجامعة و لكن في كليتين مختلفتين ، مضى الوقت بسرعة و تزوجنا ، طيبة و هادئة و خلوقة جدا ، نعيش في بيت مستقل ، يوم جاءت للبيت أحضرت معها كما كبيرا من الكتب من كل المجالات ، حينها بدأت أكتشف زوجتي جيدا ، أنا لا محل لي من الإعراب في حياتها ، بعدما تنهي مسؤولياتها المنزلية تنكب على كتبها لتقرأها و لا ترتاح حتى تنهي الكتاب الذي بدأته ولو حتى للفجر، تلتهم الكتب التهاما ، كل همها تلك الكتب ، تهوى شراء الكتب وتتبعها أينما كانت ، زوجتي أستاذة جامعية في بداية مشوارها ، تدرس يومين في الأسبوع ، لا تهمل واجباتها في البيت بالعكس نشيطة و مرتبة و منضبطة جدا ، و لكن أين أنا من كل هذا ، لا تشارك في المنتديات و لا تستخدم النت إلا للبحث عن الكتب ، لديها صفحة فايس بوك ، مرة تركتها مفتوحة فاطلعت عليها عسى أن أجد مفتاحا لفهم شخصيتها ، فوجدتها خالية من الأصدقاء و مملوءة بالكتب ، فهي مشاركة في أغلبية صفحات الكتب ، فإذا أعجبها كتاب قامت بوضع رابطه في صفحتها لتقرأه لاحقا ، زوجتي غير إجتماعية ، لا تحضر الأعراس أو المناسبات ، لا تشاهد التلفاز ، و ليس لديها صديقات مقربات ، لا تتكلم كثيرا ، و إذا تكلمت مشكلة أخاف مناقشتها لديها إطلاع و ثقافة رهيبة ، حاولت أن أصرف نظرها عن تلك الكتب فبدأت أحضر لها الهدايا الغالية والباهظة الثمن من عطور وملابس ، بل أوصي أن يحضروا لها ماركات من الخارج ، تفرح و تشكرني و قد تجرب بعضها ، و رغم ذلك كتبها هي الأهم ، ذات يوم ضاق بي الحال وتشاجرت معها و هددتها أن أرمي كل كتبها خارجا ، لم تعاندني ولم ترد لي الكلام ، ذهبت و أحضرت كيسا كبيرا ، دخلت الغرفة وملأته بكل العطور و الملابس و الهدايا التي أحضرتها لها وهددتني آن وتقوم برميها خارجا إن لمست كتبها ، فهي ليست بأهمية كتبها ،أنا غير موجود في حياة زوجتي ، فقط كتبها ..ليس لديها وقت لي ، زوجتي تزوجت كتبها ، أنا كذلك مهتم بالمطالعة ولدي نصيبي من الكتب و لكن ليس لهذه الدرجة ، أنا فعلا محتار وأبحث عن حل لهذه المعضلة..