بتنا على وقع أن الدارجة لا يجب أن تدخل المدرسة لأنها تهدد لغة العلم العربية ....أصبحنا على نغمة أن الدارجة الجزائرية هي من بقايا الإستعمار الفرنسي ويجب أن نحتاط من إستعمالها و ممن يدعوا لذلك .... وها نحن أمسينا على فاجعة جديدة و هي أن اللغة العربية لا هي لغة علم و لاهم يحزنون بل لغة متخلفة يجب أن ترافقها الإنجليزية لندرس بها العلوم ؟؟؟؟؟ هكذا هو منطق البعض ببساطة و من المؤسف أنه منطق تيار كامل ... يتكلم كثيرا ويرغي مطولا حتى لا يقول لنا شيئ أو على الأقل لا نفهم شيئ من رغيه...
فنحن لم نفهم كل هذا اللغط ما هو :
هل هو يدافع عن اللغة العربية في الجزائر والتي يصونها دستور البلاد
أم له مشكلة مع الدارجة الجزائرية و الهوية الجزائرية
أم مشكلته مع الفرنسية التي أقحمها و حده و راح يهاجمها دونكيشوتيا
أم له مشكلة إيديولوجية مع البعض و يريد تصفية حسابات سياسوية إيديولوجية مختبئا وراء الدفاع عن المدرسة و الهوية الجزائرية
أم هناك حسابات و مخططات قديمة من طرف البعض نتذكرأنهم رفعوا نفس المطلب فجأة وبدون سبب أو مقدمات في فترة التسعينات حيث وعد زعيم حزب الإنقاذ المحل الجزائريين فور وصوله من بريطانيا بأنه سيعوض الفرنسية في الجزائر بالإنجليزية و أعتقد أنه لم يعد خاف على أي متابع بسيط للسياسة حجم العلاقة الوطيدة و المشبوهة التي تجمع بين هذا التيار و بريطانيا التي يتخذها كقواعد خلفية لنشاطاته عبر دول العالم العربي و الإسلامي و طبعا ليس من المصادفة أيضا أن يكون اليوم موقع البي بي سي البريطاني أول المهللين و الناقلين للخبر بل و الوحيدين من بين الوكالات العالمية ... إذن فتلويح البعض بطرد الفرنسية هوطرد للإستعمار يجب أن يعيد حساباته إذا كان كلامه عن حسن نية .
أما بالنسبة لقرارإستبدال الفرنسية بالإنجليزية فأعتقد أنه آخر مسمار يدقه العروبيين في نعش المدرسة الجزائرية و من ثم المجتمع الجزائري فمنذ سيطرتهم على قطاع التربية غداة الإستقلال وهم يعملون على تجهيل و بدونة المجتمع الجزائري .... و يعتقدون أن النخبة المقاومة لمشروعهم التجهيلي الذي لا يجادل أحد اليوم في فشله ولا هم ينكرون ذلك قلنا يعتقدون أو يروجون أن من يقاوم مشروعم هو يفعل ذلك من منطلق إيديولوجي فرنكفوني تغريبي و لذلك هم اليوم يجيشون العواطف و الجماهير للقضاء حسب زعمهم على التيار التغريبي بإعتماد اللغة الإنجليزية يعني تغريب حلال على الطريقة المشرقية فطالما أننا نتبع خطوات المشارقة فهذاالتيار راض ..
طبعا هذا القرار سيجعلنا نخسر كشعب جزائري تراكم قرنين من اللغة و الثقافة الفرنسية والغربية بصفة عامة و لن نكسب أبدا اللغة الإنجليزية ..
و حتى لو مشت الأمور و تكونت نخبة منجلزة بعد خمسين سنة سيكون هذا التيار المدافع اليوم عن الإنجليزية هو أول المهاجمين لتلك النخبة لأن مشكلته ليست مع اللغات بل مع الثقافة ... فهذا التيارالماضوي له مشكلة مبدئية و هيكلية في فرز المصطلحات فهو لا يفرق بين مصطلحات الحداثة والغرب ... وبين التحديث و التغريب ... و بين الأصالة والبداوة ... و بين التعريب و المشرقة ... و بين الإختلاف و الكفر ... فعدم فرزهته المصطلحات هو سبب دفاع البعض عن التخلف بكل إستماتة تحت أغطية مختلفة .