[لدعاء الجماعي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

[لدعاء الجماعي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-06, 07:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
التواتي الكنتي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B9 [لدعاء الجماعي

[لدعاء الجماعي
نورد لكم بالأدلة شرعية الدعاء الجماعي:


دعاء الإمام بعد الصلاة يعتبر دعاء مشروعاً دلت عليه الأحاديث والآثار النبوية، ولكي تكون الصورة واضحة لنا تمام الوضوح ندرس هذا الدعاء من خلال أسسه الثلاثة التي يتكون منها وهي:
أ‌. رفع الإمام يديه
ب‌. دعاؤه بصيغة الجمع
ت‌. تأمين المأمومين على دعائه.

الأساس الأول: رفع الإمام يديه
يعتبر رفع الإمام يديه بعد الصلاة حين دعائه بالمأمومين رفعا مشروعا دلت عليه الأحاديث النبوية الشريفة
روى الطبراني عن محمد بن أبي يحيى قال: رأيت عبد الله بن الزبير، ورأى رجلا رافعا يديه يدعو قبل أن يفرغ من صلاته، فقال له: إن رسول الله لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته]
قال الحافظ الهيتمي: رجاله ثقات ( مجمع الزوائد 10/ 172 ) ]،فهذا الحديث الصحيح يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الدعاء بعد أن يفرغ من صلاته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان إمام المصلين.
أخرج الحافظ السيوطي في جزء سماه ( فض الوعاء عن أحاديث رفع اليدين في الدعاء ) ذكر فيه مائة حديث، ومما ذكره ما رواه ابن أبي شيبة عن الأسود العامري عن أبيه قال: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما سلم انحرف ورفع يديه ودعا
قال الحافظ أبو الفضل عبد الله بن محمد الصديق الغماري: الأسود عبد الله بن الحاجب ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: محله الصدق وأبوه صحابي ( اتقان الصنعة ص 96 ط 97
الأساس الثاني: الدعاء بصيغة الجمع
يعتبر دعاء الإمام بعد الصلاة للمأمومين بصيغة الجمع دعاء مشروعا دلت عليه الأحاديث النبوية أحيانا بالصيغة العامة وأحيانا بالصيغة الخاصة.
بالصيغة العامة: جاء في صحيح الترمذي بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال " قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بينا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا ملبغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. الترمذي، عارضة الاحوذي 13/32 ]. ]
وهذا الحديث يدل على:
أ‌.أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مواضبا في مجالساه المتعددة على الدعاء لأصحابه، ويدخل في لفظ المجلس الوارد في الحديث المجلس الذي يكون بعد الصلاة، فقد جاءت الأحاديث المتعددة التي تطلق كلمة ( المجلس ) على ما بعد الصلاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحدكم إذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه " [حديث صحيح، سنن ابن ماجه 1/133، والحديث موجود في الصحيحين انظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ص 387 ].
وفي صحيح مسلم " كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس [ مسلم بشرح النووي 5/171
فهذان الحديثان يسميان ما بعد الصلاة مجلسا، وحديث ابن عمر السابق يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يقوم من مجلس من مجالسه إلا ويدعو لأصحابه، ولاشك أنه صلى الله عليه وسلم كان حرصا في دعائه لغيره على مواطن استجابة الدعاء التي من أهمها ما بعد الصلاة، فقد سئل صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع ؟قال: جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبات[ حديث حسن، نيل الأوطار 2/345 ].
ولا يعقل أن يكون صلى الله عليه وسلم يدعو لأصحابه في مجالسه المتعددة حتى إذا جاء وقت القبول - وهو ما بعد الصلاة - امتنع من الدعاء لهم.
ب‌.. أن صيغة الجمع في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيها الحاضرون من صحابته ؛ فقد أخرج ابن جرير والطبراني في السنن والحاكم وصححه عن جابر قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. قلنا يا رسول الله: تخاف علينا وقد آمنا بك. فقال: إن قلب بني آدم بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فغذا شاء أن يقيمه أقامه وإذا شاء أن يزيغه ازاغه " [ الدر المنثور في التفسير بالمأثور 2/10].
والشاهد أن الصحابة كانوا يفهمون من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الجمع أنه يقصدهم ولهذا قالوا في هذا الحديث بعد أن دعا بصيغة الجمع: ( تخاف علينا وقد آمنا بك (
بالصيغة الخاصة: فهمنا من الحديثين السابقين ؛ حديث ابن عمر وحديث جابر:
أ‌.أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأصحابه بعد الصلاة من خلال تحليلنا للفظ العام في حديث ابن عمر.
ب‌.أن الصحابة كانوا يفهمون من دعائه بصيغة الجمع أنه كان يقصدهم ويشملهم، وقد جاء التصريح بأن النبي صلى الله عليه سلم كان يدعو بصيغة الجمع بعد صلاته ( أي يدعو لأصحابه المأمومين)،
فقد أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قضي صلاته:
" اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، فإن للسائلين عليك حقا، أيما عبد أو أمة من أهل البر والبحر تقبلت دعوتهم واستجبت دعاؤهم أن تشركنا في صالح ما يدعونك به، وأن تعافينا وإياهم، وأن تقبل منا ومنهم، وأن تتجاوز عنا وعنهم بأنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " [ الدر المنثور 2/40 ]، وهذا الحديث يدل على:
أ‌.صحة التحليل لحديث ابن عمر السابق، وصحة الاستنتاج منه بأنه صلى الله عليه سلم كان يدعو لأصحابه بعد الصلاة.
ب‌. التشريع للأئمة بالدعاء للمأمومين.
ت‌. جواز الدعاء بالقبول بعد الصلاة، وجواز الدعاء بالقبول بعد تمام العمل وراد في القرآن، قال سيدنا ابراهيم بعد إتمامه عمل البناء ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )، وقد جاء الأمر الإلهي لرسول الله صلى الله عليه سلم ولأمته بالإقتداء بسيدنا ابراهيم في قوله ( وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه ) إلى أن قال: ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) [ الانعام: 83-90 ].

الأساس الثالث: تأمين المأمومين على الدعاء:
عن حبيب بن مسلمة الفهري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن سائرهم ( أي يقول آمين ) إلا أجابهم الله " [ رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وهو حسن الحديث. مجمع الزوائد 10/173
ويؤخذ من هذا الحديث:
أ‌.أن الدعاء الجماعي دعاء مقبول، وأن التأمين عليه سبب في الإستجابة، وهو ما دل عليه أيضا الحديث الشريف الصحيح: " ما رفع قوم أكفهم إلى الله عز وجل يسألونه شيئا إلا كان حقا على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوا " [ رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد 10/172، باب ماجاء في الاشارة في الدعاء ورفع اليدين ]
ب‌.أنه يدعو إلى ما دعت إليه الآية الكريمة الآتية من الترغيب في الدعاء الجماعي، ومن التبشير باستجابته: ( وقال موسى ربنا إنك آيتي فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما ) [ يونس: 88 ]،فهذه الاية بدأت بالدلالة على ان الداعي فرد واحد ( وقال موسى )، وختمت بأن الداعي شخصان ( أجيبت دعوتكما )، لأنه كما قال عكرمة رضي الله عنه كان موسى عليه السلام يدعو، ويؤمن هارون، فذلك قوله ( أجيبت دعوتكما ) [ الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3/341 ]،وكان هارون عليه السلام حريصا على الدعاء الجماعي، قال أبو هيرية وابن عباس رضي الله عنهما: ( كان موسى إذا دعا أمن هاورن على دعائه، يقول آمين ) [ المرجع السابق ]،وهذا يدل على:
أ. أن الصحابة كانوا مطالبين شرعا بالتأمين على دعاء الرسول صلى الله عليه سلم حين كان يدعو لهم بعد الصلاة، لأن الله تعالى يقول عن موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء والمرسلين كنوح وإبراهيم وسليمان ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) [ الانعام:90]، والصحابة رضي الله عنهم مدركون لدلالة هذه الآية، وأنهم مطالبون بالإقتداء بالأنبياء السابقين فيما لا يخالف الشريعة الإسلامية:
أخرج ابن أبي شيبة والبخاري عن العوام قال: سألت مجاهدا عن سجدة (ص)، فقال: سألت ابن عباس من أين سجدت - أي ما دليلك على السجود فيها -، فقال: أو ما تقرؤون: " ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى هارون " إلى قوله: ( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده )، فكان داود ممن أُمِرَ نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به، فسجد بها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه سلم. [ الدر المنثور5/336 ].
ب. أن الحرص على دعاء المقبولين منهج إسلامي عمل به المرسلون أولا، ثم عمل به الصحابة والتابعون من بعد:
أخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه أن ثابتا قال له: إن أخوانك يحبون أن تدعو لهم، فقال: اللهم آتنا في الدنيا حسنة في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. [ الدر المنثور 1/242 ] وجاء في الحلية للحافظ أبي نعيم أن عمر بن عبد العزيز جلس إلى قاص العامة بعد الصلاة، وكان يرفع يديه إذا دعا [ الحلية 5/277 ]، أي يرفع يديه إذا دعا بهم دعاء جماعيا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه في كل وقت وحين.
المصدر / مجلة الأسوة الحسنة - العدد 19 السنة السادسة.[/size]
محمد عز الدين الغرياني
عضو هيئة التدريس بجامعة ناصر - طرابلس









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الجماعي, [لدعاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc