عطوان.. بوق الإرهاب في المنطقة
عبد البارى عطوان رئيس تحرير (الرأى اليوم) التي تصدر في لندن بالعربية كتب يقول عقب التفجير الذي وقع في محيط القنصلية الإيطالية بالقاهرة (تفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة يقرب الرئيس السيسى من إعلان الأحكام العرفية.. فما هي حقيقة الجهات التي تقف خلفه؟ وهل يعطى المبرر للتسريع بوجبة إعدامات تبدأ بالرئيس مرسي والمرشد بديع؟ وهل ستكون البداية لتكرار السيناريو العراقى في مصر؟)
الحقيقة أن عطوان الذي يهتم بالشأن المصرى أكثر من اهتمامه بقضيته الأساسية، وهى القضية الفلسطينية لا يفهم في الشأن المصرى غير دق الأسافين والتحريض على قيادة مصر السياسية والتطبيل للجماعة الإرهابية، كما كان يطبل لتنظيم القاعدة وكان لا يصف أسامة بن لادن بغير لقب الشيخ أسامة زعيم المجاهدين، وكما يطبل الآن ويروج ويدعو ويساند عصابة داعش الإرهابية ولا يصفها إلا بدولة الخلافة الإسلامية، وما من مقال يكتبه إلا ويعقد مقارنات بين هذا التنظيم الإرهابى وبين دول المنطقة باعتبار أن داعش صارت دولة الخلافة ولن تستطيع قوة أو دولة مواجهتها.
عطوان يمارس الكذب والتضليل ويستمد معلوماته التي يكتبها من شبكات التواصل الاجتماعى وينقل عنها وكأنها حقائق ثابتة، ثم يصوغها في كلمات وجمل ليوهم بها أنصار الإرهابية ويقدم مسوغات حصوله على أموال التنظيم الدولى وأجهزة المخابرات التي يعمل لديها، وما يؤكد ذلك هو هذا الكم الكبير من ترديد الشائعة الذي انفجر على الشبكة العنكبوتية حول أن هناك إعدامات في العيد لقيادات الجماعة وعلى رأسهم مرسي والمرشد وبعض القيادات الأخرى كما حدث مع صدام حسين بأيدى الشيعة والأمريكان في العراق.
عطوان خانه ذكاؤه واندفع في مقاله يحلل قائلا إن السيسى يقترب من إعلان الأحكام العرفية في البلاد، وكأنه يريد أن يفعلها الرئيس لتبدو مصر للعالم دولة غير مستقرة وغير قادرة على الحياة الطبيعية، وهو يعلم جيدا أن الرئيس يصر في كل كلماته للداخل والخارج على تطبيق القانون واحترام أحكامه، وأن تكون مصر دولة طبيعية لا سيادة لشيء فيها غير القانون.
ومن عجب أن ينساق وراء هذه الترهات التي كتبها عبدالبارى عطوان نفر من النخبة أو هكذا يصفون أنفسهم، فيؤيدون ما قاله ويزيدوننا من الشعر أبياتا، فيطالبون بإلغاء عقوبة الإعدام أو تأجيلها، ثم يصل بهم التطرف مداه وينصحون السلطة بالتصالح مع الجماعة الإرهابية حتى تستقر البلاد وينصلح حال العباد.
لو أن كلام عطوان صحيح أن الرئيس يبحث عن مبرر لفرض الأحكام العرفية في البلاد لفعلها الرئيس عقب هجوم الكمائن الأخير في سيناء.. أو عقب هجوم الكمين ١٠١ أو عقب أي عملية انتحارية قام بها الإرهابيون في سيناء أو داخل المدن، ولو كان عطوان يفهم سياسة الرئيس ومفهومه للقضاء والقانون لما قال إن هناك إعدامات في العيد لقيادات الجماعة الإرهابية.
عبد البارى عطوان ترس في ماكينة دعاية أهل الشر وعراب داعش في المنطقة، ومخزن الغل والحقد والكراهية على مصر ودول الخليج باستثناء قطر التي تدفع بسخاء، ومعظم ما يكتبه يستمده من وسائل التواصل الاجتماعى التي يقول عنها إنها الوحيدة شبه الموثوقة في مصر بعد أن تحول الإعلام إلى لون واحد.
عبد البارى عطوان كان مطلوبا منه أن يقول ذلك في حينه وأن يستبق الأحداث حتى لا تفوت الفرصة في التضليل والبلبلة، فساق برهانا خائبا على أن التفجير صناعة المخابرات المصرية بدليل أن أي جهة لم تعلن مسئوليتها عنه.. لكن الله خيب أمله وفضح توجهه وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن التفجير، وهى من بايعت داعش من قبل.
رهاناتك يا عطوان خاسرة، ورهانات من هم على شاكلتك خاسرة فلم يخبرنا التاريخ أن عصابة هزمت دولة، وأن إرهابا هزم شعبا.