إذا كان للكفاح عنوان فهو "حكيمة قورميط" : رسالة إلى كل من إستسلم

[زمان رتاب]

بسم الله الرحمن الرحيم


"حكيمة قورميط"
أخبرها الاطباء بأنها ستموت و أن السرطان استحكم فيها .. إلاّ أنها لم تستسلم وكان هدفها الحصول على البكالوريا .. فكان عناصر الحماية المدنية ينقلونها كل يوم لاجتياز الامتحان.. وواصلت رغم الألم والمرض الشديد..
قصة "حكيمة قورميط" جعلت الرئيس بوتفليقة يأمر سلال بتكريمها .. ولحظة دخول أم حكيمة لقاعة التكريم بقصر الشعب أثرت في جميع الوزراء و المسؤولين الحاضرين الذين وقفوا جميعا ..
"حكيمة قورميط" نالت شهادة البكالوريا بمعدل فاق 13 / 20 في الشعبة العلوم..





غالبا ما يصاحب كل نجاح فرحة عارمة لكن قصة المثابرة "حكيمة قورميط" لم تكن كذلك فهي التي شاءت الاقدار ان تُقطف روحها ثلاثة ايام قبل وصول نبأ نجاحها في شهادة البكالوريا تاركة وراءها فراغ رهيب و نار حارقة في قلب والدتها التي كانت تحلم برؤية فلذة كبدها و هي تدق ابواب الجامعة.
قصة التلميذة قورميط حكيمة جمعت و بامتياز بين الارادة و التحدي و الامل لتغادر حكيمة هذه الدنيا و لم يكتب لها ان تعيش فرحة النجاح في البكالوريا رفقة والديها
وبتعليمة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تم تكريم حكيمة قومري بعد وفاتها حيث تلقت عائلتها بهذه المناسبة شهادة و مساعدة مالية.
و قد حضر أب الفقيدة رابح و والدتها مليكة و هما من تيزي غنيف (تيزي وزو) في الحفل الذي نظم على شرف المتفوقين الأوائل في امتحان شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2014-2015) و الذي أشرف عليه الوزير الأول عبد المالك سلال.
و كان هدف حكيمة التي كانت تعاني من ورم في الأضلع، الحصول على الباكالوريا حسبما أكد والدها. و قد تحصلت عليه بمعدل 07ر13 في فرع العلوم.
و أوضحت والدتها أنها "كانت مريضة منذ سنتين تقريبا و قد تدهورت حالتها الصحية فجأة شهرين قبل امتحان الباكالوريا خاصة بعد خضوعها لعملية جراحية".
و أوضح أب حكيمة أن ابنته اجتازت شهادة الباكالوريا و هي في المستشفى.
و كانت من قبل تتابع الدروس بصفة عادية في الثانوية المتعددة التخصصات لتيزي غنيف.
و استرسل الأب يقول "على الرغم من التعب الذي كانت تعاني منه خاصة بعد حصص العلاج الكيميائي إلا أن ابنتي لم تستسلم أبدا. لقد كانت حريصة على رفع التحدي".
و حرصت الأم التي كانت تسمع إلى هذه الشهادة والدموع تغمر عينيها على الإشادة بمدير و بأساتذة الثانوية التي كانت تدرس فيها ابنتها.
و قالت "لقد ساعدوا و ساندوا ابنتي كثيرا" . و أضافت بصوت غير مسموع تقريبا بسبب الحزن و الحسرة على ابنتها "كنت آمل أن تموت ابنتي بعد نتائج الباكالوريا".
و لم تتمكن مليكة و زوجها من مواصلة الحديث حيث لم يتمكنا من إخفاء الدموع و الحزن.