السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ارتبط برنامج الكاميرا الخفية على قنواتنا بشهر رمضان الكريم ، وذلك من أجل الترفيه و التسلية .
كان لها أيام السبعينات نكهة خاصة حيث يأخذ معها المشاهد قسطا من الراحة في جو من الفكاهة والضحك .
أذكر في احدى الحلقات عندما تظاهر الممثل بأن سيارته تعطلت ، طالبا المساعدة من المارة ، فكان كلما يقترب أحدهم لمساعدته يكتشف وجود جثة (وهمية) داخل السيارة فيتفاجأ و يولي هاربا فيتمسك الممثل به طالبا منه مساعدته في اخفائها أو التخلص منها وستره بعدم التبليغ عنه .
كنا نضحك كثيرا من الخدعة ومن تصرفات ذلك الشخص الذي وقع في فخها .
أما كاميرا هذه الأيام ، فهي عبارة عن كابوس ، حيث يستظيفون شخصية مشهورة اما رياضية أو من الوسط الفني ، ويقومون بتلفيق الاتهامات لها تهمة وراء تهمة الى أن يفقد الضيف توازنه وأعصابه ، فيتهور وقد يسب ويشتم ويقع في المحرمات ، أو يرتفع لديه الضغط أو معدل السكر في الدم ، أو يكاد يسقط مغشيا عليه .
أما المشاهد فيصاب بالذهول لهول الموقف وتتسارع نبضات قلبه خوفا من أن يحدث مكروه لذلك الضيف .
ويعيش المشاهد قرابة نصف ساعة أو يزيد في توتر شديد منتظرا ردة فعل الضيف .
لنفرض ان الأمر لم يسر كماخطط له المخرج وشل الضيف أو توقف قلبه فمن المسؤول ؟؟؟
وفي نهاية المطاف يصافحون الضيف وهو في حالة يرثى لها قائلين له (شكرا لقد شاركت في الكاميرا الخفية ) .
فلا المشاهد أحس بالمتعة والترفيه ولا الضيف استمتع معهم .
وأنا أتنقل بين القنوات الأجنبية (الأروبية) لاحظت الفرق بين كاميراتنا وكاميراتهم وأدركت معنى الكاميرا الخفية عندهم فهي لم تحد عن هدفها ألا وهو التسلية والترفيه كما لاحظت الدراسة الدقيقة للبرنامج من ناحية تجدد الأفكار أو دراسته من الناحية النفسية ومدى تأثيره على المتلقي سواء كان مشاهدا أو مشاركا ، وأدركت قيمة الانسان لديهم .
فتألمت من حالنا وتمنيت اختفاء تلك الخفية عن وجوهنا .