أريد أن أعرض عليكم مشكلة تؤرقني علّني أجد إجابة شافية لدى أحدكم، كل ما في الأمر أنني سريعة الملل و"حاجة ما تعمرلي عيني" هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فأنا لا أشعر بالأمان والراحة إلا حينما أكون بمفردي. رغم أنني كنت محاطة دائما بصديقات ودودات وجيدات، إلا أنني لا أهدأ حتى أجد وسيلة تبعدني عنهن وأقطع صلتي بهن. وأشعر دائما بوجود شيئ منقوص في علاقتي بالآخرين حتى عائلتي. لا أطيق أن يكون باب غرفتي مفتوحا وأنا فيها وأكره أن يغلق باب غرفة غيري وأنا فيها ولو كنت بمفردي، لا أدري لما لكنني لا أشعر بالأمان وفقط. أنا ارتاح فقط حين أكون بمفردي في غرفتي وأجلس إلى حاسوبي وكفى.
أحاول دائما أن أبتعد عن ضوضاء المجتمع وتفاهاته، لكنني أخشى أن يؤثر ذلك على علاقتي بزوجي وأسرته كون أنني مقبلة على مشروع زواج، فالزواج يتطلب مهارات إجتماعية قد أملكها لكنني لا أريد تطبيقها. حلمت دائما بتكوين أسرة رائعة لكن مجرد التفكير في أن الزواج يجعلني أتكلف الإبتسام والإحتشام وأنافق لأرضي زوجي وأهله يجعلني أنفر من الأمر، فضلا عن أنه قد يأخذ من وقتي وجهدي وصحتي دون مقابل, قد تقولون المقابل ترينه في عيون أطفالك وإبتسامتهم، وقد تقولون اصبري وجزاؤك عند الله عزّ وجلّ، لكنني أخشى بأنني لا أستطيع أن أضحي بالشكل الكافي فتضيع المسؤولية وتضيع الأمانة وأحمل من الذنوب ما لا أطيق.
قد يظن البعض أنني مجرد مراهقة إنطوائية أو مصابة بما يسمى بالرهاب الإجتماعي أو كل ما في الأمر مجرد تهيؤات، لكنني راشدة ولدي علاقات واسعة في بيئتي وأتصرف بطيبة ومودة مع من حولي وفي ذات الوقت لدي ميل إلى الوحدة والعزلة لم أصرح به لأحد. حتى أنني سجلت في هذا المنتدى لأنمي من مهاراتي الإجتماعية ولو في مجتمع إفتراضي ، ولكن شعرت بالملل بعد وقت معين ولم أشعر أنني استفدت كثيرا.
أنا فقط سئمت من كل شيئ. ودائما ما أبحث عن شيئ مفقود لا أعلم ما هو ولكنني أرى بوضوح الفراغ الذي خلّفه وراءه في وجوه الآخرين. هل العيب فيّ أنا ؟ أم العيب في كون الآخرين لا يستجيبون لتطلّعاتي ؟ هل عليّ أن أطوّع "تطلعاتي" لتستجيب للآخرين وأعود إلى السرب ؟ أم فقط يجب أن أفرح لكوني مختلفة عن الآخرين وبالأخص عن "الأخريات" ؟ فأنا لا أرضى أن أكون مجرد نسخة تبتسم وتتحدث وتنفعل وتلبس وتأكل "كيما الناس". كرهت "الناس".