هل عَدِمنا المروءة ؟؟

[مياسم الصمت]

كانتا تفترشان الأرض
تركنان الى جدار مقابل لمركز تجاري بالمدينة
كما تعودتُ رؤيتهما كلما مررتُ من هناك
كستْ ملامحهما الحائرة بعض غبار التعب في ربيع الحياة
مسحة من مقيت الانكسار ترتسم على جدارية
تلك العيون الذابلة ترقب في حياء
وقع الأقدام في غدوها ورواحها
عساه تمتد يد احسان لتلقمهما بعض ما تجود به أنفس الكرام
صبيتان يافعتان لم تتجاوزا العقد الثاني من العمر
طالما تساءلتُ في قرارة نفسي
أي فاقة دفعتهما لهذا المهان وهما في ريعان الشباب؟
ثم اين الأهل و الأقارب والجيران من هذا المشهد الأليم
هل عدموا المروءة وبعض نخوتها حتى يتركوا مثل هاتين الصغيرتين لذل السؤال على قارعة الطريق؟
الفتاتان تقبعان على الدوام في ذاك المكان الذي ينبض بالحركة و والتجارة
فهل عجز هؤلاء مجتمعين على مد يد العون فيكفيانهما مهانة التسول في الطريق
المدينة طبعا لا تخلو من المتسولين فهذا كهل و ذاك شيخ وتلك عجوز
لكن ما يكسر القلب ويعصره ألما ان تجد فتاة دون العشرين تمد اليد للتسول
فهل عدمنا المروءة حقا في مجتمع نتشدق فيه بالقيم؟؟