مخابر غربية تسعى لتحويل الإسلام إلى معتقد افتراضي مشوّه

[انسة سوسو]

كشف، محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عن استحداث مرصد وطني متخصص في مكافحة التطرف المذهبي، من خلال تشكيلة تتكون من مختلف الهيئات ذات العلاقة، موازاة مع توجيه الأئمة نحو تطوير الخطاب الديني وجعله مواكبا للتطور التكنولوجي الملحوظ، خصوصا في الشق المتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي على غرار «الفايسبوك» و«التويتر» والمنتديات والمواقع ذات التوجهات الدينية المشبوه.شدد وزير الشؤون الدينية على هذه الآيات التي تعمل على بث سموم مغلفة الهدف منها زعزعة الأفكار المعتدلة وجرّ الشباب نحو دائرة التطرف، سواء من خلال الاقتداء بنماذج تغريبية مشوهة، أو أخرى لها علاقة بالتشيع الغريب أو السلفية المتشددة، مطلقا النار على الاستعمار الحديث الذي يرى أنه يعمل جاهدا على إقناعنا بواسطة البرامج المختلفة على أنه لا توجد علاقة بين الإسلام والوطن، واصفا إياها بالمحاولات التي تجعل الإسلام شيئا افتراضيا كالدولة الإسلامية في العراق والشام، هذه الأخيرة التي لا تملك أرضا ولا كيانا، حيث من الممكن زوالها بواسطة ضغطة زر. وأضاف ذات المسؤول في حديث مع «النهار»، خلال زيارة عمل وتفقد قادته، أمس، إلى ولاية تبسة، أن العالم يشهد اليوم حراكا كبيرا وغير مسبوق، وأن الجزائر كبلد محوري ليست استثناء عن هذا الحراك الذي يعمل فيه الأعداء على محاولة النيل من الاستقرار العام وتشتيت المبادئ العامة للأمة، حتى تسهل عملية تقسيم الأوطان، مستدلا بما حدث في ولاية غرداية التي قال «إن أعداء الجزائر عملوا كل ما بوسعهم من أجل النيل منها، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، لينطلقوا نحو لعبة جديدة تتمثل في استعمال الوسائل الاتصالية والوسائط الإلكترونية الحديثة، واللعب على أوتار الطوائف من أجل خلق الفتن المذهبية التي تؤدي إلى مالا يحمد عقباه مثلما حدث في كثير من الدول»، مشيرا إلى أن «عمل هذه الوسائل والوسائط بات سلاحا فعالا من طرف قوى هدّامة تتربص باستقرار الأمم والبلدان». الوزير اعتبر هذه المحاولات ممارسات استعمارية لكنها بثوب جديد، وهي من صنع عدو الأمس واليوم، مبديا تأكيده على أن حركات التكفير والتشييع هي خلطات تم إنجازها بكل احترافية في المخابر الغربية، لأنه كما قال «في بلدان معروفة بمذهبها الشيعي، نفوا لمّا سألنا عن امتداد هذا الفكر والاعتقاد بأن الجزائر بصورة محرفة وسلبية، المسؤولية عن أنفسهم، مؤكدا على أن الذي يخطط ويوفر المناخ للتشيع هو نفسه الذي خطط وأخرج ما يعرف بتنظيم «داعش» الذي يعمل على هدم كل ما هو جميل عن الإسلام، ويعطي في كل يوم صورة سلبية ومشوهة عنه وذلك من أجل تشويهه، مبرزا أمثلة كقيام عناصره بأسر النساء وبيعها في سوق النخاسة، وقطع الرؤوس وحرق الأسرى أحياء داخل أقفاص حديدية بكل بشاعة واستعراضية، مع الإصرار على تصوير هذه المشاهد وبثّها في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إرعاب العالم وإعطاء الصورة السيئة عن الإسلام الذي هو أبعد عنهم بعد السماء عن الأرض. وبخصوص طبيعة المرصد الذي ينتظر تحضير آلياته وإمكاناته من أجل إطلاق خدمته، قال إنه سيكون مزيجا من إطارات تنتمي إلى دائرته الوزارية وبعض الدوائر الأخرى ذات العلاقة المباشرة، مع إشراك المؤسسات الأمنية والإعلامية بغرض جعله فعّالا ومجابها لكل هذه الممارسات الغريبة والخطيرة في نفس الوقت، من دون أن ينسى أن وزارة الشؤون الدينية لا تملك الخيار الردعي، وإنما تعمل على تقوية الوعي ومحاربة كل الظواهر الدخيلة بالاشتراك مع مختلف الفاعلين.
المصدر