ما كان عليك التجسس على محمول أبيك
هذا أمر منهي عنه في عقيدتنا الإسلامية
ثم مواصلة تجسسك عليه ومتابعة كل تحركاته ليس بالأمر اللائق
هو ليس مراهق أو ساذج حتى تضعي نفسك مسؤولة عن سلوكاته
عليك أن تعي ذلك جيدا وتلزمي حدودك مع والدك
أما فيما يتعلق بتلك العلاقة فأغلب الظن أنها نزوة عابرة
يعني الظاهر أن والدك أصيب بسهم من أسهم ابليس وهو الآن لا يعي جيدا ما يفعل
وسبب كل ذلك التساهل في ما أوصانا به المولى عز وجل من غض البصر والتزام الحدود الشرعية في التعامل مع الجنس الآخر
ولكن إذا كان والدك مواضبا على الصلاة كما قلت ومخلصا فيها فلابد له أن سيستفيق من تلقاء نفسه ويتوب إلى الله ويستغفره
لقد حدث لقريب لي نفس الحكاية بسبب كثرة الاختلاط في عمله وانحراف بعض النسوة هداهم الله
ولكن انتهت الحكاية بعد فترة وتلقى ذلك القريب ضربة عنيفة ( أهين إهانة يستحقها ) وعاد إلى سالف عهده مع عائلته
الآن إن أردت النصيحة فمن رأي ألا تشغلي بالك كثيرا بتلك الأمور
حتى تحافظي على علاقتك الطيبة مع والدك وتداومي على احترامه وبره
فلا تبحثي عما يشوه صورته ويفسد عليك صفاء بنوتك
أنت منذ كنت صغيرة كانت علاقتك مع والدك علاقة فتاة مع وليها يعني ما تعرفينه عن والدك هو ذلك الرجل الذي يلعب دور الأب
ولكن بتجسسك عليه تكونين قد غامرت بالبحث عن وجه آخر لوالدك وهو وجه لا يليق بالبنت على حسب رأي أن تطلع عليه
لأنه سيفسد لا محالة صورة الأب ... وهذا ما يفسر دموعك عندما كان يمازحك
فأنت كنت ترثين لنفسك وفاة الأب الذي تحطمت صورته بعد ما عرفتي عنه عن طريق التجسس
ولكن بداخلك هناك شيء كان يرفض ذلك ولا يزال متعلقاً بتلك الصورة الأصيلة صورة الأب
لذلك أنصحك بأن تنسي القضية وتكتفي بالدعاء فالله هو المدبر وهو مقلب القلوب عسى أن ينسيه تلك الفتاة
ويعيده إلى رشده إن شاء الله
ولتعلمي أن ما تمرين به من حزن وحسرة راجع لكونك قد ارتكبت خطأ جسيما
فتعديت على حقوق والدك وتدخلت في شؤونه الخاصة بتجسسك عليه
فاستغفري الله ولا تضنيه هينا ولا تعودي إلى مثله أبدا