مُذْ أوّل قصيدةٍ قرأتهَا
أعلنتُ احتضاريِ
أدركتُ أنّ الشّعرَ
جريمةٌ
تُقترفُ فِي وضحِ النّهارِ
وأنّا كلّما كتبناَ
أوجعنَا أمّة
تحترفُ قتل الأشعارِ
جافيتُ كلّ المراتعِ التيِ
رسمتنِي ذاتَ نهارِ
ورحتُ أصاحبُ الشّعرَ
أحسبُه داريِ
أنسجُ من البوحِ عباءةً
تضمّني وكلّ أسراريِ
أسيرُ بكلّ الدروب التيِ
أنكرتْ عليّ اختياريِ
لا أُباليِ
الشّعرُ علّمني
ألاّ حياةَ سوى لللأحرارِ
الشّعرُ علّمني
أن أؤمِنَ بالبوحِ
أن أقترفَ جريمتِي
مع سبقِ الإصرارِ
إنّي اخترتُ الشّعرَ راضيةً
ولي وزرُ اختياريِ
وحدهُ الشّعر يحضّننيِ
في كلّ حالاتي وحينَ
انكساريِ
وحدهُ الشعرُ يُنصفنيِ
إن جافيتهُ ما جافانيِ
أغيبُ عنهُ عمراً
وأعودُ ، كلّما عدتُ
واسانيِ
هذي الحروفُ تعرفنيِ
كم كتبتنيِ
قصيداً مكتملَ الأوزانِ
وحدهُ الشّعرُ ينصفنيِ
يسقي بماءِ المباهجِ
أحزانيِ
أعلنتُ أنّ الأبجديةَ سكنيِ
والشّعرُ عنوانيِ
ذيِ القصائدُ لسانيِ
يُنبؤكمْ
أنّ البوحَ
خيرُ خلّانيْ
عَ بيرْ ! حروفٌ عاديّة ، ذات مساءٍ غيرِ عاديّ