حديث اللهم أعني على ذكرك وشكرك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حديث اللهم أعني على ذكرك وشكرك

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-23, 16:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
rafik32911
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B9 حديث اللهم أعني على ذكرك وشكرك

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . أما بعد :


أرجو الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيما نقول ونسمع ، وأن يجعل ما نقوله ونسمعه حجة لنا لا علينا يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ، وكلمتي في هذه الوقفة - أيها الإخوة – في دعوة تناسب هذا المقام ؛ مقام الفراغ من أداء هذه الصلاة العظيمة التي أكرمنا الله جل وعلا ومنَّ علينا بأدائها ، وتفضَّل علينا بأن جعلنا من أهلها .

وهي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم التي علَّمها لمعاذ بن جبل ؛ قال :

((يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) ؛


وهذه الدعوة مناسبة في هذا الموضع - أدبار الصلوات - تمام المناسبة ؛ لأنك أيها المسلم قد منَّ الله عليك وأكرمك ويسَّر لك المجيء لأداء هذه الصلاة ، وتفضَّل عليك بأن جعلك من أهلها ؛ وهذه منة الله عليك ، وإلا فإن الأرض مليئة بمن لا يشهدون الصلاة ، والذين يشهدونها قلة ، فالله جل وعلا أكرمك من بين هؤلاء ويسَّر لك أن جعلك من أهل الصلاة ، وإلا كم من أناس لا يسمعون الأذان أصلاً ولا يعبئون به ، وكم من أناس يسمعون ولا يجيبون


{ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } [القيامة:31] .

فهذه منة الله { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ } [النور:21 )

وإذا استشعرت هذه المنة وهذا الفضل الذي حباك الله سبحانه وتعالى به فتوجه إلى الله بطلب العون والمد ؛ لأن العون بيده والتوفيق بيده جل وعلا ، فكلما فرغتَ من الصلاة في دبرها تدعو بهذه الدعوة :


[اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ]


والاستعانة وسيلة ، والعبادة غاية ؛ قال تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة:5] ،

ولا يمكن أن يُظفر بالغاية بدون الوسيلة ؛ الغاية : العبادة ، والوسيلة : الإعانة ، ولهذا جمع الله بينهما قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }وفي القرآن قال : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [هود:123] ،

في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) ؛ أي اطلب العون من الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا شُرع لنا إذا نوديَ للصلاة " حي على الصلاة حي على الفلاح " أن نستعين بالله قائلين : " لا حول ولا قوة إلا بالله " ؛ لأن هذه كلمة استعانة - طلب عون - ، وشُرع لنا إذا خرجنا من المنزل لأي مصلحة دينية أو دنيوية أن نقول : " بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله " نطلب العون ، وكل هذه الكلمات الثلاث - بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله - كلها كلمات استعانة بالله تبارك وتعالى .


ثم تأمل هذه الأمور الثلاثة التي خُصَّت بالذكر هنا [أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ] ؛ فكل واحدة من هذه الثلاثة شأنها عظيم ، ولا يمكن أن تكون من أهلها إلا إذا أعانك الله .


وكم هي الأمور التي تشغل الناس وتصرفهم عن ذكر الله !! والله يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الأحزاب:41-42] ،

ويجد الإنسان نفسه قد فوجئ بانتهاء اليوم والثاني والثالث والرابع ؛ وهو فيها قليل الذكر لله جل وعلا ، فيحتاج العبد إلى مد الله وعونه وأن يسأل الله جل وعلا بصدق (( أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ )) .


(( وَشُكْرِكَ )) : شكرُ الله على نعمه ؛ ونِعم الله عليك لا تُعد ولا تُحصى { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } [النحل:53] ،

{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [النحل:18] ؛

النعمُ كثيرة والشكر قليل [{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [سبأ:13]حتى تنهض في حياتك وتكون من الشاكرين سل الله أن يعينك على ذلك ((اللهم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ )) .


(( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) ؛ وتأمل هنا لم يقل "وعبادتك" ؛ قال (( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) : لأن العبادة لا تُقبل إلا إذا اتصفت بالحُسن ، ولا تكون العبادة متصفةً بالحسن إلا إذا اجتمع فيها أمران :

الإخلاص للمعبود .


• والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .


ولهذا قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} [الملك:2] :

أخلصه وأصوبه – هذا معنى قوله { أحسن عملاً} -

قيل : يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه ؟ قال : " إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص ما كان لله ، والصواب ما كان على السنة " . وهذا الأصلان اجتمعا في قولك في الدعاء : (( وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) .



ثم تنبه أيها المسلم :

إذا دعوتَ الله بهذه الدعوة دبر الصلاة (( اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) أتبِع الدعاء بالسبب ، ابذل السبب لتكون ذاكراً ، لتكون شاكراً ، لتكون محسِناً في عبادتك لله تبارك وتعالى؛ فإذا اجتمع لك الأمران : طلب العون ، وبذل الأسباب ؛ فُزت بخيري الدنيا والآخرة ، وحققتَ قول نبينا عليه الصلاة والسلام : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجِزَنّ)) .



أسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم على رسول الله .



من موقع الشيخ عبد الرزاق البدر - قسم كلمات -









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
شرح،حديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc