طفح الكيل يا مربي ... اوقفوا السجال النقابي

[العابدالكنتي]

لقد طفح الكيل ووصل الامر ببعض المربين بأن يسمحوا لانفسهم -متناسين انهم قدوة في المجتمع- باستعمال أرخص عبارات القدح وأسوء التعليقات اتجاه اخوانهم في نقابة الكناباست الذين قرروا مواصلة اضرابهم المفتوح.
ايها الزملاء ... ايها الاخوة
مها كان اختلافنا مع الغير فان ذلك لا يسمح لنا بالتهجم على زملاءنا في نفس القطاع لا لشيئ الا لسبب واحد انهم اجتهدوا واستشاروا قواعدهم العمالية في قاعات الاساتذة من اجل مواصلة الاضراب او رفعه، لهذا ان انتقاد الكناباست بهذا السلوك المشين في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات خطئا شنيعا لا يليق لا بنقابة الاونباف ولا بمناضليها، رغم ان قيادة الاونباف ينبغي الاعتراف بانهم لحد الساعة لم ينخرطوا في هاته الحملة الشعواء ضد نقابة كانت حليفة في النضال بالامس القريب.
ايها الزملاء ... ايها لاخوة
لست بوارد الدفاع عن الكناباست ولا عن الاونباف، فأنا رجلا لا يحيد عن مبادئه ولا يغير انتماءه فكنت ولا أزال وسأظل وفيا لمبادئ نقابة عيسات ايدير وعبد الحق بن حمودة، لكن لا أخشى في الحق لومة لائم، فيكفلى احيانا بأن تساعد أخاك بصمتك أفضل من أن تكون أنت والوزارة عليه سواء، لان القاعدة النقابية تقول "العامل دوما على حق" لهذا فلنكف عن انتقاد بعضنا البعض، فوسائل العمل النقابي متعددة ومتنوعة ولكل اساليبه وطرقه لتحقيق المطالب، ولنبتعد عن التخوين والتضليل والقذف والشتم، فالساحة النقابية تسع الجميع وهناك 10 نقابات في القطاع تسمح لمن يريد ان يحقق مطلبه ان يلتحق باحداها وليشمر سواعده للنضال والعمل، اما الجلوس خلف شاشات الحواسيب وكيل التهم وتوزيع صكوك الغفران والخيانة والنضال على هذا وذاك فهو ليس من شيم المعلم المربي القدوة الذي كاد ان يكون رسولا... اننا نتقاتل على زيادة هنا وتصنيف هناك وادماج قبل 2012 واخر بعده، يجب على الزملاء المربيين ان يعلموا ان النضال النقابي لن يبدأ بالاضراب ولن ينتهي به بل هو حلقة مستمرة ومتواصلة لا ترتبط بزيد از عمر او نقابة او بزمن محدد فما دام هناك عمال في القطاع فان النضال مستمر والمطالب تتجدد وتتغير حسب الزمان والمكان، فمطلب الامس الذي كان مستحيلا اصبح اليوم ممكنا لكن علينا ترتيب الاولويات وتحديد الاهداف والوسائل،
بالامس القريب كان الادماج مستحيلا قانونيا وعمليا، لكن بفضل نضال النقابات اصبح الان قانونيا ممكنا وتم ايجاد مخرج قانوني لهاته الاستحالة باستصدار العليمة 04 والتعليمة 11 المكملة لها، واصبح ممكنا عمليا من خلال موافقة الحكومة بتخصيص غلاف مالي لمخلفات الادماج والتي تتجاوز 60 مليار. واليوم تسوية الكثير من الوضعيات العالقة ليس ممكنا في ظل القانون الحالي لكن قد يصبح الامر ممكنا مع فتحه مستقبلا واجراء التعديلات المناسبة، فارجوا من الزملاء التحلي بالوعي والحكمة وقبل كل شيئ الثقة في القيادات النقابية على مستوى القطاع فلكل نقابة استراتيجياتها وطرقها في النضال تتفاوت من الراديكالية الى الاعتدال الى الحوار الهادئ، لكن بوسع كل نقابة ومن موقعها ان تقدم الاضافة المناسبة للعمل النقابي وتحقق بعض المطالب حتى لو كانت لفئة محددة ف10% افضل من 0% و50% افضل من 10% وهكذا ، لكن هذا لن يكون الا بالتفاف القاعدة حول القيادة، فالنصر لن يتحقق الا بـــــــــ" قاعدة واعية وقيادة راشدة"