السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبائي الأساتذة الكرام ، وددت أن أنبهكم لأمر جد مهم و هذا من باب قوله تعالى : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات: 55] و كذاك من باب وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
إخواني في الله أنا من بين الأساتذة المضربين مع نقابة " الكنابست " علما أني لن أستفيد حاليا من أي شيء " مادي " كما يضن الجميع أن كل مضرب هدفه الأول و الأخير هو " المال ".
إضرابي مع زملائي نابع من حسي النقابي الذي يحتم عليك الإستجابة لنداء الإضراب الذي جاء بعد ظلم و إجحاف لفئات معينة و كذلك لتحسين ظروف التدريس للجميع ، ففي الأخير الكل يستفيد بما في ذلك الغير مضرب و حتى الغير منتمي لنفس النقابة.
أرجوكم ، لا تنسوا أن هدفنا واحد هو كرامة الأستاذ ، فلا تسموا إضرابنا إذا توقف " هو فشل ".
فلقد لاحظت الكثيرين ينتظرون بشغف كبير تعليق النقابة للإضراب ليفرحوا و يشمتوا فينا و هذا السلوك لا يمد بصلة للمؤمن .
تمعنوا قول حبيبنا و قرة أعيننا رسول الله :
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك". ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن))
حجتهم في ذلك أن نقابة " الكنابست " هدفها الأول " الخدمات الإجتماعية " و نسوا قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم} ((الحجرات: 12)).
و نقول لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، تمعنوا معي هذا الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" ((متفق عليه))
نفترض أعزائي أن فئة من الذين تتهمونهم حق فيهم قولكم ، فهل نيستم أننا " بشر " ، فينا الصالح و فينا الطالح ، نخطيء و نصيب ؟
حسموا أجورنا و رضينا " لأننا أضربنا بمباديء " ، الكل ضدنا و صبرنا " الحكومة ـ الصحافة ، المجتمع ، الغير مضربين ، الإدارة " الجميع ضدنا و للأسف هذا لا يشفي غليل البعض ـ يأملون في المزيد من الشماتة و الإتهامات و الحقد .
من يوهم نفسه أن أي مكسب للأسرة التربوية في آخر مفاوضات لم يكن إضرابنا أحد و أهم أسبابه ـ نقول له "الله يهديك"، إذا كانت الوزارة تستجيب دون إضرابات فلما نضرب أصلا ؟ فلنهدد بالاضراب فقط و سنحصل على ما نريد ، لا تنكروا أن إضرابنا زلزل الوزارة بل و الحكومة حتى لو لم يظهروا ذلك علنا لكن الكثير من المؤشرات تبين صدق كلامي من بينها ما يصدر من قرارات وزارية غريبة تضحكنا أحيانا " مثلا الإستعانة بالمتقاعدين " ، هدفها تكسير الإضراب فقط و لو بأي طريقة، و كذلك محاولتها حل النقابة.
لا ننكر عمل النقابات الأخرى ليس مؤخرا فقط لأن العمل النقابي قوته في المواصلة و العمل على المدى المتوسط و الطويل أكثر من القصير، لكننا ضحينا أكثر و صبرنا أكثر و كانت إرادتنا أكبر.
عفوا إذا لم يعجب البعض هذه المقارنة ، لكنها حقيقة مع العلم أننا لا نفتخر بطول مدة إضرابنا لكن الحكومة أجبرتنا على ذلك باحتقارها للأستاذ " و أنا أتعمد ذكر الحكومة و ليس الوزارة ".
أستسمحكم إن طال كلامي ، و خير ما أنهي به موضوعي قوله تعالى : {إنما المؤمنون إخوة} ((الحجرات: 10))، فلنكن إخوة ضد الظلم حتى و لو لم نكن في تكتل واحد فنحن ضد نفس الظالم.