![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: }وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{أقسم تعالى بالعصر وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين وزمن الشقاء للمعرضين, ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين([1]). وقد عرض القرآن الكريم والسنة المطهر للزمن, قيمةً وأهميةً وأوجه انتفاع وأثراً, وأنه من عظيم نعم الله التي أنعم بها سبحانه... يقول الله تعالى في بيان هذه النعمة العظيمة التي هي من أصول النَّعم: }وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{[النحل: 12]. ويقول جل وعلا: }وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا{ [الفرقان: 62]. ولبيان أهمية الزمن وأثره, نجد أن المولى سبحانه يُقسم بأجزاء منه في مطالع سورٍ عديدة: فيقسم بالفجر: }وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ{ [الفجر1-2]. ويقسم بالليل والنهار }وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى{ [الليل 1-2]. ويقسم بالضحى }وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{ [الضحى 1-2]. وقَسمُه سبحانه بأجزاء الزمن تلك كان لفتاً للأنظار نحوها, لعظيم دلالتها عليه, ولجليل ما اشتملت عليه من منافع وآثار([2]). فلا شيء أنفس من العمر, وفي تخصيص القسم به إشارة إلى أن الإنسان يضيف المكاره والنوائب إليه, ويحيل شقاءه وخسرانه عليه, فإقسام الله تعالى له دليل على شرفه, وأن الشقاء والخسران إنما لزم الإنسان لعيب فيه لا في الدهر, ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الدهر, فإن الله هو الدهر"([3]) وعمر الإنسان القصير والذي لا يتجاوز عشرات معدودة من السنين سيُسأل عن كل لحظة فيه وعن كل وقت مر عليه وعن كل عمل قام به. قال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟". لن تزول قدما العبد في هذا الموقف العظيم حتى يحاسب عن مدة أجله فيما صرفه.. وعما فعل بزمانه ووقت شبابه بخاصة فإنه أكثر العطاء وأمضاه, وهو تخصيص بعد تعميم, لأن تمكن الإنسان من الزمن في وقت الشباب أعظم وآكد وأثمر من طرفي العمر حيث ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة..([4]) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" قال ابن الخازن: النعمة ما يتنعم به الإنسان ويستلذه, والغبنُ أن يشتري بأضعاف الثمن, أو يبيع بدون ثمن المثل. فمن صح بدنه, وتفرغ من الأشغال العائقة, ولم يسع لصلاح آخرته, فهو كالمغبون في البيع, والمراد بيان أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ بل يصرفونهما في غير محالهما, فيصير كل واحد منهما في حقهم وبالاً, ولو أنهم صرفوا كل واحد منهما في محله لكان خيراً لهم, أي خير([5]). وأكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله " اغتنم خمساً قبل خمس, شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شُغلك, وحياتك قبل موتك([6])" عمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا وحصاد ما زرع يكون في الآخرة.. فلا يحسن بالمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله فيما لا فائدة فيه. ومن جَهِل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه حين يعرف فيه قدره ونفاسته وقيمة العمل فيه, ولكن بعد فوات الأوان, وفي هذا يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم. الموقف الأول: ساعة الاحتضار, حيث يستدبر الإِنسان الدنيا ويستقبل الآخرة, ويتمنى لو منح مهلة من الزمن, وأُخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويتدارك ما فات. الموقف الثاني: في الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت وتُجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، هناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف , ليبدءوا من جديد عملاً صالحاً.. هيهات هيهات لما يطلبون فقد انتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء. ونلحظ في زماننا هذا الجهل بقيمة الوقت والتفريط فيه..هذا الزمن زمن العجز.. زمن الدعة والراحة والكسل، ماتت الهمم وخارت العزائم تمر الساعات والأيام ولا يحُسب لها حساب بل إن هناك من ينادي صاحبه تعال.. لنقضي وقت الفراغ..!! أخي.. هل لدى المؤمن وقت فراغ؟ اسمع قول الله تعالى }فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ{ إذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ومع شواغل الحياة.. إذا فرغت من هذا كله فتوجه بقلبك كله إذن إلى من يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد العبادة والتجرد والتطلع والتوجه([7]) هذا مع أن المسلم باحتسابه وإخلاصه في أعمال الدنيا في عبادة, وهو في جهاد في حياته.. ولقد أجمل جلّ وعلا ذلك كله في آيات محكمات.}وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ{ وقال جل وعلا في آية أخرى.}أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ{. أخي الحبيب.. لنعد قليلاً.. في سطور مضيئة وكلمات صادقة إلى حال من سبقنا لنرى كيف نظروا إلى هذه الأوقات.. وماذا عملوا فيها.. وكيف استفادوا منها.. قال عبدالله بن مسعود: - ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي. تسافر بالراكب الأيام وتسير به الليالي.. في وضح النهار وفي غسق الدُجى.. آناء الليل وأطراف النهار.. رحلة متواصلة.. وسيرٌ حثيث.. حتى تحط به الركاب. فالناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين, وليس لهم حَطٌّ عن رحالهم إلا في جنة أو نار, والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار, ومن المحال عادة أن يُطلَب فيه نعيم ولذة وراحة. إنما ذلك بعد انتهاء السفر, ومن المعلوم أن كل وطأة قدم أو كلّ آن من آنات السفر غير واقفة, ولا المكَّلف واقف , وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل, وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم الاستعداد للسير([8]) إن الليالي للأنام مناهل *** تطوى وتنشر دونها الأعمار فقصارهن مع الهموم طويلة***وطوالهن مع السرور قصار([9]) ([1]) حاشية ثلاثة الأصول صـ 7. ([2]) سوانح وتأملات 15. ([3]) تفسير غرائب القرآن. ([4]) سوانح وتأملات 7. ([5]) سوانح وتأملات 18. ([6]) رواه الحاكم في المستدرك. ([7]) في ظلال القرآن 6/393. ([8]) الفوائد لابن القيم 245. ([9]) مكاشفة القلوب 221. ([10]) الإحياء 4/427.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
أنفاس, الوقت, تعني |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc