إلى متى الخيال؟

[عابد لله]

لا أدري لم البشر يحرمون أنفسهم الواقع ليعيشوا الخيال؟ ترى كم عدد أولئك الرجال الذين يحلمون بزواج أسطوري من أميرة مثل بياض الثلج أو سندرلا ويمر العمر وهو على هذه الحالة ليكتشف يوما أنه لم يعش أصلا تلك السنوات؟ كم يا ترى عدد تلك الفتيات اللواتي يقرع بابهم الخطاب الواحد تلو الآخر وهي تنتظر فارس الأحلام على جواد ابيض ليمر أجمل ما في العمر ولا يأتي حتى كازيمودو أحدب نوتردام على حمار يطرق بابها؟
أليس الأجدر أن يتزوج الإنسان ولا يكثر الحسابات ويثق في الله وأن يعيش حياته بدون أي مبالغة؟ ألا ترون أن الكثير من الناس تزوجوا بنساء عاديات وهم اسعد خلق الله؟ وتزوجت الكثير من النساء برجال ليسوا موظفين ولا يملكون من الوسامة شيء ومع ذلك يعشن في سعادة أبدية؟ لقد أصبحت أظن أنني أبالغ أحيانا في خياراتي وهذا ما جعلني اعجز عن إيجاد زوجة لي وسط كل هذه النساء اللواتي يملأن الفضاء.