مشكلتنا اننا نرفض معرفة عدونا.. او نتجاهل ذلك... و عدونا يعرف عنا كل شيء حتى افضل مما نعرف انفسنا..تابعت مرة على قناة فرنسية برنامجا ترفيهيا شهيرا le petit journal كان موضوعه يدور حول الاستبداد السياسي و استغباء الشعوب العربية في الخليج خاصة الامارات اذ بعثت القناة صحفيا لهذه الدولة الغنية و اخذ يتجول في الشوارع.. و يحاول سؤال الناس عن رايهم في دكتاتورية ال مكتوم.. كان افراد الشعب يهرولون فرارا من الكاميرا خوفا على ارواحهم.. ثم حاول الصحفي بعدها دخول احدى مقاهي الانترنت هناك. و كتب في محرك البحث غوغل كلمة اسرائيل.. و كانت النتيجة العجيبة.. ان لا نتائج.. لان هناك رقابة من الدولة...
انها حقا مأساة تراجيدية ان نجهل عدونا.. و الان اذكر ما قاله الكاتب الذي اثار جدلا مؤخرا كمال داود و الذي وصف المتظاهرين على مواقف الجريدة الفرنسية شارلي ايبدو Charlie hebdo لما وصفهم بالحمقى.. حقا نحن مجرد حمقى لا نتعلم من التاريخ شيئا.. الجامعات الاسرائيلية للاسف من اوائل الجامعات و الحاصلون على نوبل في مختلف التخصصات معظمهم يهود.. بينما نحن نهين اسيا جبار حية و ميتة.. و نحتقر مالك بن نبي.. و رئيسنا المقد على كرسي متحرك فاخر يساوي الملايين يبعث طائرته الخاصة لنقل جثمان الممثل اليهودي روجيه حنين ليدفن في ارض مات من اجلها العربي بن مهيدي
و اسمحي لي اختي نارينا ان اختم اللغو الذي كتبته بمقطع من قصيدة الممثلون للمرحوم نزار قباني
متى سترحلونْ ؟
المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ ..
متى سترحلونْ ؟
والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ
كانتْ فلسطينُ لكمْ ..
دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ
كانتْ فلسطينُ لكمْ ..
قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ
طوبى لكمْ ..
على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ
فألفُ تُشكَرونْ ..
على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا
إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ
-6-
حربُ حُزيرانَ انتهتْ ..
فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ
أخبارُنا جيّدةٌ
وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ
جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ
وطاولاتُ الزّهرِ .. ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ
والقمرُ المزروعُ في سمائِنا
مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ
وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : " نحنُ راجعونْ "
تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "
صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "
ناموا على فراشِنا ، و "نحنُ راجِعونْ "
وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ :
" إنّا إلى الله لَراجعون..