كي يظل قلبك حياً - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كي يظل قلبك حياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-02-08, 21:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي كي يظل قلبك حياً

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..
أما بعد: فإن القلب هو جوهر الحياة في الإنسان.. فبحسب حياته.. وسلامته ونقائه.. تكون حياة الإنسان وسلامته ونقاؤه.. وهذه الحقيقة كما تدل عليها الشواهد الشرعية تقررها النظريات العلمية والفلسفية في سائر الملل عبر التاريخ.


ومن هنا فإن المسلم الحكيم هو من يفتش عن أسباب صلاح قلبه، وأسباب قوته وعافيته؛ لأنه يدرك أنه متى أمتلك قلبًا سليمًا من الآفات.. فقد امتلك الحياة.. وامتلك نقاءها وجمالها..


وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ السلامة والصلاح في الإنسان مرتبطة بصلاح قلبه فيقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» الحديث [صحيح الترغيب، رقم: 1731].


أخي الكريم: إن قلبك هو مفتاح السعادة والغنى.. ووعاء السلامة والهدى.. ومصدر القوة والرضى.. ولحرصك على صفائه ونقائه.. أهم بكثير من حرصك على الهواء والطعام.. فكيف تجعل قلبك سليمًا نابضًا بالإيمان والحياة؟.


أولاً: كن صاحب عقيدة

فتوحيد الله جلّ وعلا نور يملأ القلوب.. ويبصِّرها ويقويها.. فهو مادة حياته.. وأساس قوته وسلامته.. ولا حياة للقلب إلا بالإيمان بالله جلّ وعلا.. ذلك الإيمان الذي يصنع الطمأنينة في القلوب.. والسكينة في النفوس.. لأنه يولِّد فيها من التوكل على الله ما تهون أمامها الصِّعاب.. }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{.. ويولِّد فيها من الثقة بالله، واليقين به ما تزول به الهموم والغموم والأحزان.. ويولِّد فيها من البصيرة والهدى ما يجعلها أكثر ثباتًا، وقدرة على مواجهة الصِّعاب كما قال تعالى: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{.


فالإيمان بالله جلّ وعلا نور يسري في قلب المؤمن.. يضيء له الطريق.. ويمكنه من الثبات عليه.. فيرى به الأشياء على حقيقتها: القبيح قبيحًا.. والحسن حسنًا.


أخي الكريم: اعلم أن السعادة والحياة الطيبة في الحياة لا تقوم إلا على أساس واحد هو: الهدى. كما قال تعالى: }فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا{.


ثم اعلم أن محل الهدى هو القلب.. وأنّ هذا المحل لا يمكنه حمل الهدى إلا إذا كان فيه من الإيمان واليقين ما يؤهله لذلك.. ولهذا قال تعالى: }وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ{.


ومن هنا فإن تحقيق الهداية مشروط بتحقيق العقيدة الصحيحة، والإيمان النقي من شوائب الشرك بالله، وعلى قدر معرفة المؤمن بربّه.. ويقينه به.. تكون بصيرته وخشيته وهدايته كما قال تعالى: }إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ{.


وإذا تأملت أخي في تأثر القلوب بذكر الله.. ووجلها من الله.. وجدت ذلك التأثر لا يحصل إلا للقلوب المؤمنة.. كما قال تعالى: }الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{، فعطف سبحانه في هذه الآية اطمئنان القلوب بالذكر على الإيمان.. وهو ما يدل على أن قلب المؤمن أعقل حين سماع ذكر الله؛ للمعاني التي يتضمنها الذكر.. وهو ما يجعله متأثرًا به.. وأبصر بالآيات والحقائق الغيبية؛ لذلك، إذا ذكر الله.. أبصر عيبه وأبصر عظمة الله.. وأبصر قدرته ورحمته وصفاته العليا.. وأبصر تقصيره.. وضعفه فأورثته بصيرة قلبه ذلك التأثر الحاصل حين سماع ذكر الله.. بعكس ضعيف الإيمان الذي مات إحساس قلبه.. فلا يسمع ولا يعقل كما قال تعالى: }لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا{، وكما قال تعالى: }أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا{، وكما قال تعالى: }فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{.


فقلب المؤمن.. قلب عاقل.. لا تخدعه مظاهر الأشياء لأنه لا يرى بعينه فقط.. وإنما بقلبه أيضًا.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العقل في القلب، والرحمة في الكبد، والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة» [صحيح الأدب المفرد برقم: 425].


ولأن قلب المؤمن منور بتوحيد الله.. فإنه أعقل بالآيات الكونية والشرعية.. ولذلك قال تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{.


قال الشيخ عبد الرحمن السّعدي: «فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات المتضمنة للقيام بأصول الدين وفروعه، وظاهره وباطنه، فإنه وصفهم بالإيمان به إيمانًا: ظهرت آثاره في عقائدهم، وأقوالهم، وأعمالهم الظاهرة والباطنة، وأنه مع ثبوت الإيمان في قلوب - يزداد إيمانهم كلما تليت عليهم آيات الله، ويزداد خوفهم ووجلهم كلما ذكر الله؛ وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله»
[التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ص15]








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
جداً, قلبك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc