إلى أخي مصطفى، هي ليست مسألة قوة أوضعف، بالعكس إذا تكلمت بأكثر من لغة كنت أنت الأقوى من حيث أنك قادر على فتح قنوات التواصل مع الآخر الذي ليس بالضرورة الأقوى، لأن القوة حاليا تقاس بالقدرة الاقتصادية ، مثلا: رجل الأعمال الذي يتكلم الفرنسية فقط لا يمكنه الاستثمار في الدول الأنجلوفونية، لأنه ليس على اطلاع بما تقدمه تلك الدول من امكانيات للاستثمار، والعكس كذلك صحيح بالنسبة لرجل الأعمال الأنجلوفوني، العالم اليوم سمته التواصل، فالقوة لم تعد بيد الولايات المتحدة وحدها، صحيح أنها قوة مهيمنة لكن ألمانيا واليابان ما تزال كل منهما تخضع لقيود اتفاقيات الاستسلام سنة 1945 لكن أنظر القوة الاقتصادية التي تجاوزت من انتصروا عليها عسكريا (بريطانيا وفرنسا) , وكلام ميركل بالألمانية تعبير سياسي عن القوة الاقتصادية، لكن رجال الأعمال الألمان يستثمرون مئات المليارات في الصين باللغة الانجليزية.
الرهان الحقيقي يرفعه الفرد بذاته ولذاته، لأن كل فرد يواجه التحديات لوحده ولا يعبر إلا عن قوته الشخصية.