(46)
قيلَ لي ما أهلككْ ، قلتُ الحياة ، الدروبُ الشائكة ، كلَّ صوبٍ واتجاه ، والمسافة ، بين عيني والسؤالْ ، والمحالْ ، والتعبْ ، والهروبُ الطويلْ ، والزمانُ الضريرْ ، والوقوفُ المُمِلْ ، فوق ساقٍ واحدة .
قلتُ الرحيل ، والمقيل ، والتثاؤبْ ، عند بابِ القصيدة ، والحبيبة ، والولعْ ، والغناءُ الرتيبْ ، والوجوهُ البليدة ، والسهرْ ، في عيون الصمتْ ، والدموعْ ، في خدود الصباح ، والرياح ، والوجع ، من نشيد العاصفة .
والسباحة ، ضدَّ تيارٍ عنيدْ ، والوعيد ، والقلق ، وازديادُ الأرق ، وافتقادُ الرفيق ، والغرق ، في بحور الهزيمة ، والجريمة ، والسقوطُ الذليلْ
مذ أفاقَ الدربُ ينعي ، غائباً لم يعود ، صرتُ مكسور الجناح ، أمنحُ الأيامَ بعضي ، مثلَ عصفورٍ وحيد ، لا يجيدُ الغناء ، فاستقامَ البكاء ، ينتشي بالعويلْ .
إنه ويلُ الجراح ، قد أذاقَ العمرَ طعْناتِ الرماحْ ، واختفى في السواد البعيد .
يتبع...