السؤال 5: سئل القرضاوي عن موقف الإسلام من الغرب, وهل يمكن التقارب بين الإسلام والغرب, فمما أجاب فيه القرضاوي: نحن مأمورون أن نحاور هؤلاء, ونجادلهم بالتي هي أحسن, من يقرأ القرآن الكريم يجد حواراً من الدرجة الأولى, الأنبياء حاوروا أقوامهم حوارات سجلها القرآن, ثم ذكر حوار نوح مع قومه, وإبراهيم مع قومه, مع أبيه, وموسى مع فرعون, إلى أن قال: بل أعجب من هذا من أعدى أعدائه إبليس, فيسأل الله إبليس أن يحاوره قال: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾.
فهذا يدلنا على أن للحوار مجالًا رحبًا, ومجالًا واسعًا في الفكر الإسلامي,وفي السياحة الإسلامية بدءًا من القرآن الكريم, فالسنة النبوية, فالتراث الإسلامي كله مليء بهذه الألوان من الحوارات المختلفة. وذكر القرضاوي أنه ممن دعا إلى هذا الحوار, فقال في كتاب "الإسلام والغرب" ص86: من صفات هذا الحوار الذي ندعوا إليه, نحن نتحاور, وكل منا يتمسك بمنهجه, وانظر كذلك ص18, ص58.
الجواب: أفلست كتبك الأولى يا قرضاوي, قال الله سبحانه وتعالى في شأن إبليس: ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾.
أعداء الإسلام الحوار معهم يكون بالعلماء, الذين يقدِّرون الإسلام ويعتزون بالإسلام, ما يكون الحوار بالانهزاميين الذين بهرتهم حضارة أوربا, أولئك سَيُعَرِّضون الإسلام للذل, ويُعَرِّضون الإسلام للمهانة, فلا بد أن يكونوا من علماء السنة من أمثال الشيخ ابن باز حفظه الله تعالى, والشيخ الألباني حفظه الله تعالى, من أمثال هذين العالمين الفاضلين الجليلين, أما أنت فقد عُرف موقفك, وأنك انهزامي, فلا نثق بك ولا نعتمد عليك, وإنني أحمد الله, فقد أصبح الشباب متبرمين منك, ومن كتاباتك ومن دعوتك, لعلك قد بلغت من العمر نحو ستين سنة أو نحو ذلك, فالأولى بك أن تعتزل وتبقى في بيتك حتى يخرج الشيطان من رأسك, وإذا خرج الشيطان الذي يوسوس لك من رأسك, فلا بأس أن تختلط بالمسلمين وتجالسهم, أنت محتاج إلى من يعالجك.
وغير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي والطبيب مريض
ما أحوجك أنت إلى من يعظك وترجع إلى الله سبحانه وتعالى, وتتبرأ مما كتبت في الصحف, وما كتبت في كتبك الزائغة, والله المستعان.