من مهازل عمليات التكوين

[الأمين66]

العملية تستنزف أموالا طائلة رغم إجراءات التقشف
تكويـــــن الأساتــــــذة في 2014 ببرنامـــــج “بدائـــــــي” يعـــــــــود لسنـــــــــة 1980

أجبرت وزارة التربية على إخضاع أساتذة التعليم التقني على تكوين خلال عطلة الشتاء الجارية، بهدف ترقيتهم لرتبة “أساتذة التعليم الثانوي” عقب تسجيلهم على قوائم التأهيل. وصرفت الوزارة “أموالا طائلة” رغم دعوة الحكومة إلى تطبيق “التقشف”، على “تكوين بدائي” تعود محاوره لبرنامج التكوين المستحدث سنة 1980.تعيش مديريات التربية الـ50 “فوضى كبيرة” بسبب صعوبة تفسير مسؤوليها لتعليمة صادرة عن وزارة التربية، تشير إلى “تسجيل أساتذة التعليم التقني أنفسهم على قوائم التأهيل للترقية لرتبة أستاذ التعليم الثانوي، حيث ظهر اختلاف كبير على مستوى مديريات التربية لولايات الوطن”، بحكم أن هذا الإجراء يحرم أساتذة التعليم التقني من حقوقهم الثابتة قانونا قبل 2008.ودرست مديريات التربية ملفات أساتذة التعليم التقني حسب “مفهومها” وليس تطبيقا للقانون، فلجأ بعض المديرين إلى تسجيل الأساتذة بطريقة آلية على مستوى مديرية التربية، وآخرون اشترطوا على الأساتذة تحرير طلب خطي من أجل تسجيلهم على قوائم التأهيل، وجزء آخر طلب ملفات إدارية من أساتذة التعليم القني (مجمل الخدمات، آخر تقرير تربوي..)، ومديرون آخرون لم يقوموا بالعملية وتجاهلوا تعليمة وزارة التربية المؤرخة في 27 نوفمبر الماضي.وتجاهلت مديريات التربية تطبيق المادة 31 مكرر من المرسوم رقم 240/128، فتولد عن الوضع اختلاف كبير في دراسة الملفات، وتفاجأ الأساتذة أثناء التحاقهم بمراكز التكوين أن معظم محاور التكوين تلقاها الأساتذة في تكوينهم البدائي، يوم التحقوا بالتدريس سنة 1980 و1990، ودمج الأساتذة الجدد بأساتذة التعليم التقني الذين قضوا أكثر من 25 سنة يقومون بمهام أساتذة التعليم الثانوي، وتم ترسيمهم من طرف مفتشي التربية وهم يقومون بنفس المهام، فضلا عن عدم الأخذ بعين الاعتبار خصوصية أساتذة التعليم التقني في التكوين (السن، المدّة المتبقية قبل إحالتهم على التقاعد..).ولم تدرج الوزارة سوى مواد جديدة تتعلق بـ“الإعلام الآلي وعلوم التربية نظرا لأهميتها في الحياة التربوية والتشريع المدرسي ومستجداته”، ولكنها خصصت أموالا طائلة من أجل برنامج تكوين أساتذة تكونوا فيه بداية مشوارهم المهني، وذلك رغم الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي تستدعي ترشيد للنفقات.

منقول عن جريدة الخبر ليوم 28/12/2014