لماذا نحن هكذا ؟

[الفايسبوكي]

هل نحن ادميون ؟؟؟
سؤال صعب الاجابة عنه و يتبادر الى ذهني كل يوم و كل لحظة فكيف مجرد التفكير ان اطفالك او اخوتك الصغار يعانون امر لا يطاق بالنسبة لك في حين انك تاكل و تشرب و تلهو وتمرح و تنام بسلام بينما السيارات تدهس اطفالا اخرين و القنابل تمزق اجساد اطفال هنا و هناك و يموت اطفال بالجوع يوميا في حضن امهاتهم .كيف يمكن لانسانيتنا ان تحتوي شيئا من الوحشية .على سبيل المثال كثيرا ما ارى طفلا معوقا امام منزلنا في كل مرة اقول لنفسي انه لامر رهيب للوالدين ان يشاهدا كل يوم معاناة ابنهما و اشعر انني اريد ان افعل شيئا ان اصرخ ضد هذا الظلم .و لكن اعترف انه بعد دقيقتين اتجاوز انفعالي مع انه كان صادقا فتبا لهذه العاطفة التي لا تدوم سوى مدة وجود هذا الطفل امامم عيناي فهل انا حقا وحش بلا شعور ؟ذهبت مرة لاحضر ابن اخي من المدرسة فوجدته يبكي لانه حين كان يلعب كرة القدم في الملعب سقط و خدش ركبته .لقد كان خدشا بسيطا و مع ذلك اصابني القلق على الفور و بشكل مفرط و رحت افكر ماذا لو التهبت ركبته ؟توجهت الى السيارة و احضرت علبة الاسعاف على الفور و اخرجت كل المستلزمات الطبية من المطهر الذي لا يحرق و مجموعة من الضمادات .اخذ خدش ابن اخي كل المساحة من تفكيري و اصبح اهم ما في حياتي فاتصلت باخي و زوجته و اخبرتهما كما لو ان الامر قضية دولة . و اخيرا انتهى كل شيء على ما يرام فعندما غطيته في المساء لينام كان قد نسى كل شيء و عدت انا بذاكرتي الى الطفل المعوق .اعتقد ان هناك في الحب جزءا كبيرا من الظلم هناك ما يشبه هرمية عاطفية؟ هل يمكن ان يكون هناك شخص له قلب كبير بما يكفي ليستوعب كل ماسي العالم ؟ كل دموع الاطفال و الامهم ؟ يبدو ذلك من المستحيل و الاسوا من ذلك هو رؤية ماسي الاخرين تترافع مع شعور فظيع و هو انك محظوظ بانك بمناى عن هذه الماسي ...لست انت من يتالم و بالمقابل يجعلنا ذلك نفكر بالشعور الذي لا يعطى لاي كان هبة و هو السعادة .