ظاهرة عدم تسديد الدين !! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ظاهرة عدم تسديد الدين !!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-09, 23:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الجواد الغريب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الجواد الغريب
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb ظاهرة عدم تسديد الدين !!

اليوم اردت ان اتكلم عن ظاهرة سلبية منتشرة في المجتمع وهي ظاهرة تحمل اضرارجسيمة لكل افراد المجتمع و تؤدي الى اضرار على مستوى العلاقات الاجتماعية او مصالح الافراد وهي ظاهرة عدم تسديد الدين المستحق من شخص لشخص آخر في مجتمعنا ..
وقبل الخوض في الموضوع يجب ان نؤكد ان طرحنا لهذا الموضوع ما هو الا مساهمة هدفها التنبيه لهذا الظاهرة السلبية وتبيان اضارها والدعوة الى تصحيح هذا السلوك بالتي هي احسن للحفاظ على الروابط الاجتماعية والاسرية في مجتمعنا..
على اعتبار ان الكثير من الافراد في هذا المجتمع ترتبط مع بعضها البعض بعلاقات صداقة او قرابة او صلة رحم فان الكثير منا قد يحتاج الى الاخر و في اغلب الاحيان نجد العون من الذين نرتبط معهم بعلاقات رحم او صداقة عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم(.. وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ..) والكل يساعد على حسب استطاعته وبما ان الظروف الاقتصادية متقلبة فان الكثير من الاشخاص يفضلون طلب المساعدة المادية عن طريق الاقتراض ، ومن هنا تبرز مشكلة في الكثير من الاحيان لدى المقرضين وهي عدم تسديد الدين في الوقت المحدد و التماطل في تسديدها من طرف المقترضين ، هنا يصبح المقرض في موقف صعب نظرا لتعطل مصالحة بسبب عدم تسلمه ماله من طرف المقترض هذا المال الذي ينتظره من اجل تسيير مصالحه واموره ، والمشكلة ان هذه الظاهرة تعدت حتى الاشخاص العاديين لتشمل التجار و اصحاب الاعمال الحرة الاقتصادية الذين لاحظت انهم يشتكون كثيرا من تماطل اصحاب الدين من تسديد ديونهم المستحقة ويلتجئون الى طرق مختلفة لاسترجاع ديونهم كالمناشدة او الوساطة او في بعض الاحيان الطرق القانونية كالمحكمة، و لكن الكثير من الناس بحكم الطبيعة الاجتماعية لمجتمعنا المحافظ تتحفظ على الالتجاء للقضاء وتفضل الطرق الودية والتي للاسف لا تلقى أذان صاغية من طرق المقترضين في كثير من الأحيان ، وقد التقيت بالكثير ممن اعرفهم من الذين اقرضوا موالهم أو من التجار الذين باعوا سلعهم بالدين لكنهم ذهبوا ضحية تماطل المدينين في تسديد دينهم فتضرروا بشكل كبير و حتى بعض التجار كادوا يغلقون محلاتهم بسبب ذلك كما بلغني ، و كان احد التجار حدثني في احد الايام ان لديه لدى الزبائن مبالغ مالية اشتروها بالدين ما تكفي لشراء شقة سكنية آنذاك وهو ينتظر سداد تلك الديون بفارغ الصبر ولكن لم تنفع لا مناشداته ولا انذاراته لزبائنه المدينين فكل من يشتري سلعة بالدين ويحس ان فاتورة مشترياته بالدين قد ارتفعت يختفي دون سابق انذار الا من رحم ربي ، واحدهم كان موظف عادي واقرض بعض الاصدقاء و المعارف مبالغ مالية ولم يمارس اي ضغوط عليهم حتى لما حل موعد السداد ولكن لما مر بعدها بظروف احتاج فيها المال طالب من أقرضهم بتسديد ما عليهم من دين بطريقة لبقة ولكنهم للأسف تهربوا جميعا او اعتذروا واثناء ملاحظاتي حول هذه الظاهرة مررت بعدة تجارب ملخصها انه خاب ضني في الكثير من الناس التي جعلت رباط الصداقة و الثقة وسيلة لقضاء مصالحهم الشخصية.
من الجانب الديني وكما جاء في قول العلماء ان الشريعة حكيمة عادلة تحث الناس على المواساة وقضاء الحاجات وبذل القرض، وفي المقابل تحذر من التساهل في أخذ أموال الناس أو أخذها بنية سيئة
والادلة كثيرة في الشرع ولقد جاء في احد فتاوي العلماء في موقع صيد الفوائد :.. انه يحرم على المسلم أن يماطل أو يتأخر في سداد الدين الثابت في ذمته وهذه من الذنوب العظيمة التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو داخل في ظلم الأموال وقد عدها بعض أهل العلم من الكبائر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مطل الغني ظلم فإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع). متفق عليه.
وقد نص الفقهاء على أن المماطل فاسق ترد شهادته لظلمه وتهاونه بالحقوق
وهذا التصرف من المدين يحل للدائن أن يشتكيه عند الحاكم ويحل للحاكم حبسه حتى يوفيه دينه لأنه ظلمه في ماله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لي الواجد يحل عرضه وعقوبته). رواه أبوداود. وإذا لم يجد سبيلا عليه أبيح له أن يدعو عليه لأنه مظلوم والشارع جعل للمظلوم دعوة مستجابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). متفق عليه.

والمماطل المذموم شرعا والمستحق للتعزير في الدنيا والعقوبة في الآخرة هو الغني القادر على الوفاء بماله أما المعسر الذي لا يجد مالا ولا يستطيع الوفاء فمعذور شرعا ولا يحل شكايته ويجب إنظاره لأنه معذور ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولذلك قال الله عز وجل: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ).وينبغي للمؤمن أن يتخلص من حقوق المسلمين في الدنيا ويوفيهم أموالهم قبل أن يقتصوا منه يوم القيامة فيأخذوا من حسناته فإن نفدت طرحوا عليه سيئاتهم كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). رواه البخاري. والمماطل إن نجا من عقوبة الدنيا فلن ينجو من عقوية الآخرة وهذا يدل على خطورة الموقف وعظم الحساب فليحذر المؤمن من هذا الأمر أشد الحذر وليحترس.

ومن المؤسف أن ترى تساهل الرجل الصالح في حقوق الناس مع حرصه على أداء الفرائض وهذا من قلة الفقه والورع وضعف المروئة لأن حقوق الله مبناها على المسامحة وحقوق الخلق مبناها على المشاحة ولا تسقط إلا بالوفاء ولذلك شدد الشارع الحكيم في أمر الدين وعدم سقوطه من ذمة الشهيد مع أنه جاد بنفسه وماله كما في صحيح مسلم: (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين).

ولما توسع الناس وتساهلوا في قضاء الديون وضيعوا حقوق الأغنياء أغلق عليهم باب القرض الحسن وصاروا في شدة وضيق تحت وطأة البنوك الجشعة التي لا ترحم مؤمنا ولا تساهم في تكافل المجتمع.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..


و في الاخير ورغم كل ذلك نذكر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ.

وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ.

وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ.

وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".


رواه مسلم
اذن فعلى كل شخص قد استدان دينا و تماطل في تسديده دون عذر ان يبادر الى ارجاع الحقوق الى اصحابها قبل فوات الاوان كي يبقى التعاون و التكافل بين الناس قائما عملا بالحديث الذي ذكرناه اعلاه و لا يتضرر عمل الخير و المساعدة بين الناس بتلك الظاهرة السلبية .. والسلام عليكم ورحمة الله ..


بقلم : الجواد الغريب ..









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الدين, تصحيح, ظاهرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc