صلاة الاستسقاء ...كيفيتها وفضلها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صلاة الاستسقاء ...كيفيتها وفضلها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-28, 15:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ايمن جابر أحمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B11 صلاة الاستسقاء ...كيفيتها وفضلها




استسقاءٌ
التعريف

1 - الاستسقاء لغةً‏:‏ طلب السّقيا، أي طلب إنزال الغيث على البلاد والعباد‏.‏ والاسم‏:‏ السّقيا بالضّمّ، واستسقيت فلاناً‏:‏ إذا طلبت منه أن يسقيك‏.‏ والمعنى الاصطلاحيّ للاستسقاء هو‏:‏ طلب إنزال المطر من اللّه بكيفيّةٍ مخصوصةٍ عند الحاجة إليه‏.‏




صفته‏:‏ حكمه التّكليفي
2 - قال الشّافعيّة، والحنابلة، ومحمّد بن الحسن من الحنفيّة‏:‏ الاستسقاء سنّةٌ مؤكّدةٌ، سواءٌ أكان بالدّعاء والصّلاة أم بالدّعاء فقط، فعله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وصحابته والمسلمون من بعدهم‏.‏ وأمّا أبو حنيفة فقال بسنّيّة الدّعاء فقط، وبجواز غيره‏.‏ وعند المالكيّة تعتريه الأحكام الثّلاثة التّالية‏:

الأوّل‏:
‏ سنّةٌ مؤكّدةٌ، إذا كان للمحلّ والجدب، أو للحاجة إلى الشّرب لشفاههم، أو لدوابّهم ومواشيهم، سواءٌ أكانوا في حضرٍ، أم سفرٍ في صحراء، أو سفينةٍ في بحرٍ مالحٍ‏.‏


الثّاني‏:‏
مندوبٌ، وهو الاستسقاء ممّن كان في خصبٍ لمن كان في محلٍّ وجدبٍ؛ لأنّه من التّعاون على البرّ والتّقوى‏.‏ ولما روى ابن ماجه «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى»‏.‏ وصحّ‏:‏ «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابةٌ، عند رأسه ملكٌ موكّلٌ كلّما دعا لأخيه بخيرٍ قال الملك الموكّل به‏:‏ آمين ولك بمثلٍ»‏.‏ ولكنّ الأوزاعيّ والشّافعيّة قيّدوه بألاّ يكون الغير صاحب بدعةٍ أو ضلالةٍ وبغيٍ‏.‏ وإلاّ لم يستحبّ زجراً وتأديباً؛ ولأنّ العامّة تظنّ بالاستسقاء لهم حسن طريقهم والرّضى بها، وفيها من المفاسد ما فيها‏.‏ مع أنّهم قالوا‏:‏ لو احتاجت طائفةٌ من أهل الذّمّة وسألوا المسلمين الاستسقاء لهم فهل ينبغي إجابتهم أم لا ‏؟‏ الأقرب‏:‏ الاستسقاء لهم وفاءً بذمّتهم‏.‏ ثمّ علّلوا ذلك بقولهم‏:‏ ولا يتوهّم مع ذلك أنّا فعلناه لحسن حالهم؛ لأنّ كفرهم محقّقٌ معلومٌ‏.‏ ولكن تحمل إحابتنا لهم على الرّحمة بهم، من حيث كونهم من ذوي الرّوح، بخلاف الفسقة والمبتدعة‏.


الثّالث‏:
‏ مباحٌ، وهو استسقاء من لم يكونوا في محلٍّ، ولا حاجة إلى الشّرب، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اقتصروا عليه لكان دون السّعة، فلهم أنيسألوا اللّه من فضله‏.‏




دليل المشروعيّة
3 - ثبتت مشروعيّته بالنّصّ والإجماع، أمّا النّصّ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً يرسل السّماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّاتٍ ويجعل لكم أنهاراً‏}‏‏.‏ كما استدلّ له بعمل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وخلفائه والمسلمين من بعده، فقد وردت الأحاديث الصّحيحة في استسقائه صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى أنسٌ رضي الله عنه‏:‏ «أنّ النّاس قد قحطوا في زمن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فدخل رجلٌ من باب المسجد ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يخطب‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول اللّه هلكت المواشي، وخشينا الهلاك على أنفسنا، فادع اللّه أن يسقينا‏.‏ فرفع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يديه فقال‏:‏ اللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مغدقاً عاجلاً غير رائثٍ‏.‏ قال الرّاوي‏:‏ ما كان في السّماء قزعةٌ، فارتفعت السّحاب من هنا ومن هنا حتّى صارت ركاماً، ثمّ مطرت سبعاً من الجمعة إلى الجمعة‏.‏ ثمّ دخل ذلك الرّجل، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب، والسّماء تسكب، فقال‏:‏ يا رسول اللّه تهدّم البنيان، وانقطعت السّبل، فادع اللّه أن يمسكه، فتبسّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لملالة بني آدم‏.‏ قال الرّاوي‏:‏ واللّه ما نرى في السّماء خضراء‏.‏ ثمّ رفع يديه، فقال‏:‏ اللّهمّ حوالينا ولا علينا، اللّهمّ على الآكام والظّراب، وبطون الأودية، ومنابت الشّجر‏.‏ فانجابت السّماء عن المدينة حتّى صارت حولها كالإكليل»‏.‏ واستدلّ أبو حنيفة بهذا الحديث وجعله أصلاً، وقال‏:‏ إنّ السّنّة في الاستسقاء هي الدّعاء فقط، من غير صلاةٍ ولا خروجٍ‏.‏ واستدلّ الجمهور بحديث عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ «شكا النّاس إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبرٍ فوضع له في المصلّى، ووعد النّاس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة‏:‏ فخرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشّمس، فقعد على المنبر، فكبّر وحمد اللّه عزّ وجلّ ثمّ قال‏:‏ إنّكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبّان زمانه عنكم، وقد أمركم اللّه عزّ وجلّ أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم‏.‏ ثمّ قال‏:‏ الحمد للّه ربّ العالمين، الرّحمن الرّحيم، مالك يوم الدّين، لا إله إلاّ اللّه يفعل ما يريد، اللّهمّ أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوّةً وبلاغاً إلى حينٍ‏.‏ ثمّ رفع يديه فلم يزل في الرّفع حتّى بدا بياض إبطيه، ثمّ حوّل إلى النّاس ظهره، وقلب أو حوّل رداءه وهو رافعٌ يديه، ثمّ أقبل على النّاس، ونزل فصلّى ركعتين، فأنشأ اللّه سحابةً فرعدت وبرقت ثمّ أمطرت بإذن اللّه تعالى، فلم يأت مسجده حتّى سالت السّيول، فلمّا رأى سرعتهم إلى الكنّ ضحك حتّى بدت نواجزه فقال‏:‏ أشهد أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٍ، وأنّي عبد اللّه ورسوله»‏.‏ وقد استسقى عمر رضي الله عنه بالعبّاس، وقال‏:‏ اللّهمّ إنّا كنّا إذا قحطنا توسّلنا إليك بنبيّك فتسقينا، وإنّا نتوسّل بعمّ نبيّك فاسقنا فيسقون‏.‏ وكذلك روي أنّ معاوية استسقى بيزيد بن الأسود‏.‏ فقال‏:‏ اللّهمّ إنّا نستسقي بخيرنا وأفضلنا، اللّهمّ إنّا نستسقي بيزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى اللّه تعالى» فرفع يديه، ورفع النّاس أيديهم‏.‏ فثارت سحابةٌ من الغرب كأنّها ترسٌ، وهبّ لها ريحٌ، فسقوا حتّى كاد النّاس ألاّ يبلغوا منازلهم‏.‏








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستسقاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc