تم في ولاية قسنطينة و باءشراف وزيرة الثقافة و محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 الكشف عن الشعار التي يتم اعتماده في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 هذا الشعار الذي لم يكن في مستوى الطموحات و التوقعات و قد خلف صدمة كبيرة للكثيرين بسبب محتواه الشكلي المتواضع المتضمن حرف القاف الذي عرض بصورة باهتة تفتقد لنسق الجمالي لا يحمل أي الأثر فني و فارغ من أي مضمون و خالي من أي أبعاد ثقافية و حضارية و تاريخية لمدينة قسنطينة تم اختياره ليكون شعار لقسنطينة عاصمة لثقافة العربية 2015 ما يجعلنا نطرح أكثر من تساؤل عن أي معايير تم إسنادها لانجاز هذا الشعار الذي اختزل في حرف القاف يظهر انه يفتقد للحس الجمالي و تنعدم فيه الصورة الفنية الإبداعية خالية من أي مضمون معبر عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية و مما يثير الاستغراب و التعجب ممن اسند إليهم انجاز هذا الشعار إن كانوا مؤهلين فعلا لرسم الشعار وهم يفتقدون لتذوق الإبداع الفني الجمالي مما يستوجب طرح أكثر من سؤال على الجهة المنظمة لهذه التظاهرة على نوعية الأشخاص الذين تم اختيارهم لرسم شعار لا يعكس وجه مدينة سوف تكون العام المقبل عاصمة الثقافة العربية و ما يزيد في طرح التساؤلات على المكلفين بانجاز الشعاران كانوا قد اشركوا المتخصصين في الفن التشكيلي و الرسم لانجاز علامة الشعار. والغريب أن هذا الشعار في وقت الذي أعلن فيه المنظمون أن شعار التظاهرة كلف 100 مليون سنتيم لانجازه كان هناك من الفنانيين التشكيليين المتخصصين من أعلنوا من قبل أنهم على استعداد لتقديم يد المساعدة مجانا دون مقابل للمساهمة في أي عمل تتطلبها تحضيرات التظاهرة لتكون ناجحة في مستوى سمعة مدينة قسنطينة كعاصمة لثقافة العربية.
و قسنطينة على مشارف تنظيم تظاهرة عاصمة الثقافة العربية وهي التي تلقب بمدينة العلم و العلماء و مدينة الحواضر والفن الإبداعي وقد كانت قسنطينة في عصور زاهرة عاصمة لثقافة العربية و الحضارة الإسلامية متقدمة في مجالات الصناعة و العلوم و الفنون و الفقه و الأدب و الشعر و اللغة بفضل علمائها و فنانيها و مبدعيها و من أبنائها الصالحين الذي رحل جميعهم إلى الدار الآخرة و من بقي من انجازاتهم الحضارية همش و طاله الإهمال فضاع ثراث الأسلاف حتى أصبحت قسنطينة اليوم بحاجة إلى من يأخذ بيدها ليعد لها مجدها الثقافي و الحضاري و يرفعوا عنها ركام الرداءة و التخلف الذي عمر بها طويلا من طرف أشخاص جلسوا على صدرها لا علاقة لهم لا بالفن و لا بالثقافة التي كانت تلقب به قسنطينة في يوم ما و قد كانت قسنطينة في أيامها الزاهرة عاصمة لمختلف الفنون تقدم الإبداع الثقافي و العلمي للعالم عندما كانت المدينة تتمتع بمختلف صور الإبداع الفني في جميع المجالات التي صنعتها عبقرية أنامل فنانيها و عقول علمائها الأبرار و التي عبرت فعلا عن حضارة ذات ثقافة راقية أما اليوم في عصر طغت المادة و ثقافة الشطيح و الرديح و الجمود الثقافي و التصحر الفكري و الرداءة فقد أصبحت قسنطينة بحاجة إلى أبنائها المخلصين كي يرسموا لها شعارا يعكس روحها و تاريخها و رمزيتها لتكون عاصمة لثقافة العربية تعيد لها الاعتبار ولو القليل من مجدها الثقافي الضائع وهي التي حملت يوما الثقافة الإسلامية في عصورها الزاهرة التي كانت تتميز بها طوال عقود من الازدهار الحضاري ولا نرى في ذلك بالشيء القريب أن يتحقق طالما انه في زمن التحجر الفكري الناتج عن الجمود الحضاري و قسنطينة تدفع ضريبة هذا الجمود حتى أصبح الاستهتار بها يظهر سافرا عندما يقدم لها شعارا باهت أجوف من كل معنى لا تعكس حقيقة مكانة ثقافة قسنطينة الجغرافيا و التاريخ والذي ينبئ عن حالة التقهقر للثقافة و صورة حال الفن الجامد جمود الشعار الذي قدموه لقسنطينة ليكون شعار لعاصمة الثقافة العربية 2014 و كأن المدينة التي تعج بالفنانين التشكليين عجز خيالهم أن يبدع احدهم في رسم شعار فني جميل ذو أبعاد يكون في سمعة مدينة بحجم قسنطينة ولكن نعرف أن المدينة منذ مدة طويلة وهي تعيش نكبة ثقافية و نكسة حضارية وقد حرمت من أبنائها المخلصين الذي أضرهم التهميش و الإقصاء بعد أن اسند أمر الثقافة لأشخاص لا علاقة لهم لا بالثقافة ولا بشيء اسمه الفن.
هذه هي العلامة التي اختيرت لتكون شعارا قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015