هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء] - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-10-21, 12:28   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مناقشة شرعية لسبب خروج الوهابية على الخلافة العثمانية (6) -

علاقة آل سعود ببريطانيا: الدولة الأولى
https://azeytouna.net/index.php/2012-...53/item/5186-6

قال الدكتور عبد الفتاح أبو علية (في محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، ص124-127): "وقد زاد اقتناع بريطانيا بضرورة اتخاذ موقف أكثر ملاينة تجاه الدولة السعودية الأولى عندما شعرت بأن مصالحها الإستراتيجية في الكويت وجنوب العراق أصبحت معرضة للتأثير السعودي وضغطه، وبخاصة بعد وصول الحملات السعودية إلى تلك المناطق، وبعد نقل المراكز التجارية البريطانية التابعة لشركة الهند الشرقية من البصرة إلى الكويت.لقد جامل رجال شركة الهند الشرقية البريطانية المسئولين السعوديين حين قدموا إليهم الهدايا وتقربوا منهم حفاظا على سلامة سير بريد الشركة الصحراوي المار في المناطق الشمالية الشرقية من حدود الدولة السعودية الأولى.وقد زاد من الاهتمام البريطاني في عملية التقرب من الدولة السعودية ما حدث بينهم وبين الدولة العثمانية من خلافات بخاصة مع المسئولين العثمانيين في البصرة. أرسلت بريطانيا رينود (Reinaud)، أحد مساعدي الوكيل البريطاني ماينستيعام 1214هـ/1799م، إلى الدرعية كرئيس للبعثة البريطانية الرسمية إلى العاصمة السعودية لإجراء محادثات مع المسئولين السعوديين حول إيجاد نوع من العلاقات الودية وحسن المعاملة بين الدولتين بعدما انتاب هذه العلاقات جو من الخلافات كان مرده يعود إلى اشتراك عدد من حراس الوكالة البريطانية في الكويت مع القوات الكويتية في رد هجوم سعودي ضد الكويت... رحل رينود منالكويت إلي الدرعية مارا بالقطيف والهفوف. وقد استقبل في الدرعية استقبالا حسنا من قبل السعوديين. وأجرى رينود محادثات مستفيضة مع الإمام عبد العزيز بن محمد وأعضاء حكومته، تركزت في جلها على تأمين سلامة بريد الشركة الذي يمر من البصرة إلى حلب عبر الطريق الصحراوي الذي تقطنه قبائل سعودية... ونلاحظ أن بريطانيا كانت تفضل أن تكون علاقتها بالدولة السعودية في فترة الربيع الأول من القرن الثالث عشر الهجري\السنوات الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي، علاقة ود وسلام، بالرغم من أنها تساعد خفية وأحيانا بشكل علني القوى المحلية الخليجية المعادية للدولة السعودية الأولى...".

وقالت الدكتورة مديحة أحمد درويش (في تاريخ الدولة السعودية، ص63): "... وقد أنهت العلاقات بين فيصل وانجلترا سنة (1865م – 1271هـ) بالتعاون على أن يكبح فيصل جماح القبائل التي تقوم بالسلب في منطقة الخليج، وذلك تنفيذا لما كان قد وعد به أجداده بخصوص سلامة التجار والمسافرين في البحر لمدة مائة عام".

وقال الدكتور منير العجلاني (في تاريخ البلاد العربية السعودية: الدولة السعودية الأولى، الجزء الثاني، ص24): "وكان يظن أن سعود الكبير كان أول حاكم سعودي يستقبل أوربيا، ولكن المستشرق سيتزن (Seetzen) نشر عام 1805م بحثا في مجلة (Monatliche correspondentz) – المراسلة الشهرية – التي كان يصدرها البارون فون زاك (Von Sack) باللغة الألمانية، أثبت فيه أن الأمير عبد العزيز بن محمد سبق ابنه سعود إلى الاجتماع بسياسي غربي في الدرعية، وهذا السياسي الغربي هو الضابط البحري "رينو". ويقول "رينتس" في دائرة المعارف الإسلامية: إن رينو هولاندي الأصل يتكلم اللغة العربية، وقد أرسله "صموئيل مانيستي" مندوب الشركة البريطانية للهند الشرقية في البصرة إلى الدرعية لمفاوضة عبد العزيز...".
وقال (في تاريخ البلاد العربية السعودية: الإمام تركي بن عبد الله، الجزء الخامس، ص199-201): "جاء في منتخبات حكومة بونباي أن رسالة وصلت إلى حاكم بونباي بتاريخ منتصف سنة 1831م، من الإمام تركي بواسطة شيخ عجمان، وفيها يعرب تركي عن رغبته في تجديد المعاهدة التي كانت عقدت بين الإمام سعود وبين البريطانيين... وفي دليل الخليج الفارسي أن المقيم البريطاني في الخليج، بناء على أمر حكومة الهند التي درست رسالة الإمام تركي المقدمة إليها بواسطة حاكم عجمان رشيد بن حميد، بعث رسالة جوابية إلى الإمام تركي، جاء فيها: (إن رسالتكم المؤرخة في 25 جمادى الأولى، والتي تبلغنا عن الوقائع التي انتهت إلى توليكم الرئاسة قد وصلت إلينا وأحدثت في نفوسنا الأثر الجميل الذي تحدثه أخبار تصل من الأصدقاء. إن استعدادكم لتفاهم ودي بيننا نقابله بمثل شعور الصداقة التي كانت قائمة بين هذه الحكومة وبين سلفكم الإمام سعود، وستبقى قائمة بكل قوتها ولن تتصدع أبدا أو تضعف...)".

وقال السير هارفرد جونز بريدجز (في موجز لتاريخ الوهابي، ص81-82): "عندما كان السيد لاتوش (Latouche) يشغل منصب المقيم في البصرة [من سنة 1778م إلى 1784م] كان يرسل من وقت لآخر هدايا صغيرة إلى ابن سعود [عبد العزيز]، وكان ابن سعود يعبر عن امتنانه عند استلامه لها، وقد واصلت أنا والسيد مانستي (Manesty) هذه العادةولذلك نادرا ما كانت تعترض إرسالياتنا. وحتى عندما يتم احتجاز حاملي البريد من وقت لآخر فإن الإرساليات كانت تصل إلينا دائما في نهاية الأمر دون أن تفض أختامها. وهكذا تم الحفاظ منذ ذلك الوقت على تفاهم جيد بين طائفة الوهابية والوكالة. وقد علمت فيما بعد ولأسباب جيدة أن ابن سعود كان تواقا إلى استمرار هذا الوضع...".

وقال جون. ب. كيلي (في بريطانيا والخليج، ج1 ص128-129): "... كان نابليون قد توصل إلى اتفاقه المشهور مع القيصر الاسكندر الأول الذي وقع في تلسيت... وكانت معاهدة السلم في تلسيت [1807م] هي أسوأ نكسة سياسية تعرضت لها بريطانيا خلال الحرب... وذلك لأن أي محاولة بريطانية لإبعاد الفرنسيين عن فارس قد أفلتت إلى الأبد بعد تحالف فرنسا مع روسيا. وكان لا بدّ من تحقيق هدف أكثر صعوبة ألا وهو الحيلولة دون قيام حلف ثلاثي بين فرنسا وروسيا وفارس يستهدف الهند، وكان يتعين على جونز أن يثير مع الشاه كل حساسياته ضد روسيا وأن يوضح له بأن الصداقة الفرنسية الروسية الجديدة سوف تعرض فارس لخطر أشد... ولما كانت الحرب في ذلك الوقت قد نشبت بين انجلترا والإمبراطورية العثمانية فقد كان يتعين على جونز أن يجس باشا بغداد حول استعداده لعقد حلف مع بريطانيا مقابل التعهد له بمساعدته ضد أي هجوم ... أما إذا لم يظهر الشاه استعداده لعقد مثل هذا التحالف فلا بد من استخدام الضغط عليه بإثارة القبائل ضده داخل البلاد، كذلك إذا رفض باشا بغداد التعاون فيمكن لجونز الاتصال بأمير الوهابيين سعود بن عبد العزيز الذي كان في ذلك الوقت سيد الموقف في شبه الجزيرة العربية للحصول على تعاون منه ضد أي هجوم تقوم به فرنسا عن طريق البحر الأبيض المتوسط... كذلك تضمنت الخطة إثارة القبائل الجنوبية ضد الشاه كما تضمنت أيضا توجيه تحذير إلى حكومة الشاه بأن العلاقات سوف تتدهور حتى ولو لم يقع الهجوم، وتحذير آخر عن نية بريطانيا في تحريض الوهابيين الذين كانوا على عداء مع الأتراك والفرس على السواء".

وقال (ج1 ص206-207): "... ومن ناحية أخرى فإن قيام حكومة فارس لمد سعيد بقوات عسكرية قد حملت عبد العزيز إلى إيفاد مبعوث خاص إلى شيراز في بداية عام 1811 للاحتجاج على تقديم العون إلى مسقط وكان الأمير سعود في ذلك الوقت قلقا من إشاعات كانت تنطلق من مصر بأن محمد علي باشا يعد العدة لشن حرب عليه في الحجاز، وبالتالي فقد كان يريد أن يتأكد من الأمير الفارسي لن يستغل تلك الفرصة لشن حرب عليه من الجانب الشرقي لشبه الجزيرة العربية... وقد نجحت زيارة المبعوث الوهابي إلى شيراز إذ حصل على التعهدات المطلوبة من الأمير [الشيعي الرافضي]، وفي طريق عودة المبعوث إبراهيم عبد الكريم توقف في بوشهر وذلك للاجتماع بالمقيم البريطاني هناك وللاستفسار عما إذا كان هناك نية في إرسال حملة عسكرية بريطانية في الخليج، وقد أبلغ المبعوث المقيم بأن سعود قد فوضه في إبرام معاهدة تجارية مع البريطانيين، وذلك وفق الصيغة الواردة في كتاب الأمير إلى هنكي سميث في العام السابق، وقد أحيل الطلب إلى الحكومة في الهند فرئي رفضه وتجنب أي علاقة رسمية مع الوهابيين ولكن قبل أن يتم إبلاغه بهذا القرار قد اقتنع بأنه ليس هناك ما يدعوه إلى التخوف من البريطانيين في المستقبل القريب".

وقال (ج1 ص215-218): "... وفي هذه الأثناء [سنة 1814م] تلقت حكومة بومباي طلب الأمير السعودي [سعود بن عبد العزيز] للوصول إلى اتفاق مع الحكومة البريطانية وأحيل الطلب إلى كلكتا حيث قرر الحاكم العام وهو الأول أوف مويرا الذي لم يوافق على إبرام أي اتفاقات رسمية مع الحاكم الوهابي لكنه اقترح على سلطات حكومة بومباي بالاحتفاظ بالعلاقات الودية مع الحاكم الوهابي والسعي بمختلف الوسائل للإعراب عن تقديرها لمواقف الأمير الوهابي الودية تجاه الحكومة البريطانية... في أول مايو 1814 توفي الأمير سعود وخلفه نجله عبد الله... وقد أعلن عبد الله بن سعود بعد توليه السلطة بأنه سوف ينهج منهج والده بالنسبة للخليج، وعلى إثر تسلم حسن بن رحمة تحذير المقيم البريطاني في شهر مايو من سنة 1814 وكان قد خلف حسين بن علي كحاكم لرأس الخيمة بوقف نشاطه على حدود الهند وقد استدعاه الأمير عبد الله إلى الدرعية وحذره من استفزاز البريطانيين، غير أن عبد الله أبلغ المقيم البريطاني في رسالة بعث بها إليه في شهر أكتوبر سنة 1814 بأن هجمات القواسم على السفن غبر البريطانية سوف تستمر وقد ذكر له في تلك الرسالة بأننا نرجو أن تشعروننا من هم رعاياكم وما هي العلامة المميزة لهم لأن سفن المسلمين تجوب البحار باستمرار... والذي يمكن أن تستنتجه من ذلك هو أن حكومة بومباي قد اشترت سلامة مصالحها باعترافها الضمني بحق القواسم في العبث والنهب والسلب بسفن الدول الأخرى. ويؤيد هذا الرأي ما أوضحه الأمير عبد الله في عام 1815 عندما قام رحمة بن جابر... بالاعتداء على إحدى السفن التركية وكانت تحمل تصريحا من المقيم البريطاني في البصرة. وقد كتب عبد الله بعد ذلك إلى بروس في بوشهر يحتج بمنتهى القوة على إصدار تصريح لسفن غير بريطانية، وقال في احتجاجه: (أما هؤلاء الكلاب الأتراك فإنهم خصومي وهم يسعون إلى بذر بذور الشقاق فيما بيننا، أما الذين يمتون إليكم بصلة فإننا لن نسمح لرعايانا بالاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال...)".

وقال لوريمر (في دليل الخليج، ج3 ص1634-1635): "... ففي منتصف سنة 1831 تقريبا تلقى حاكم بومباي رسالة من أمير الوهابيين [تركي] عن طريق شيخ عجمان جاء فيها رغبته في (تجديد المعاهدة التي عقدت بينكم، الحكومة البريطانية، وبين الأمير سعود)...".

وقال (ج3 ص1648): "وجه خالد في أوائل حكمه [1840م] خطابا إلى مساعد المقيم البريطاني في البحرين يشير فيه إلى رغبته القوية في أن تجدد (علاقات الود والصداقة التي كانت قائمة بين أبيه سعود والحكومة البريطانية)...".
وقال (ج3 ص1669-1670): "وفي نوفمبر سنة 1865... وصل إلى السلطات البريطانية في بوشهر خطاب كان ردا مرسلا من الأمير فيصل... وأشار إلى اتفاقية مع الحكومة البريطانية عقدت لأول مرة في عهد المرحوم الأمير سعود، وصدق عليها مرة أخرى في عهد هذا الحاكم...".

وقال أحمد بن حازم المصري (في تجلية الراية، ص18-29): "صارت الدولة السعودية الأولى في آخر أيامها نظاما عشائريا انتهازيا جل همه إطالة أمد الأسرة الحاكمة وارتبطت باتفاقية تعاون غامضة مع الانكليز الذين بدءوا يوجدون نواة قوة عسكرية استعمارية في الخليج في هذا الوقت وكان الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد ثالث حكامها الذي قيل أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب زكى وراثته للحكم قبل موته أرسل يهادن ملك الفرس الروافض في شيراز والبريطانيين في بوشهر ويبدي استعداده لإجابة طلباتهم متزلفا إليهم ليساعدوه عندما شرعت الدولة العثمانية في قتاله... مرت العلاقات بين الإمارة السعودية الأولى وبريطانيا بعدة مراحل؛ أولها مرحلة وصول قوات عبد العزيز بن محمد لسواحل الخليج وقيامه بغارات مسرحية على الكويت مقر الوكالة البريطانية وانسحابه بعد غارات يقتل فيها عشرون رجل وثلاثون رجل وتسرق فيها بعض الأغنام كما حدث في غزوة ابن عفيصان (١٧٩٣) و غزوة مناع أبو رجلين (١٧٩٧) وما تبع ذلك من تصدي حراس الوكالة البريطانية للغزاة الذين انسحبوا بسلاسة. تبع ذلك بسنة تقريبا زيارة الضابط رينود مبعوث صمويل مانيستي مسئول الوكالة البريطانية بالخليج للدرعية سنة ١٢١٤ ه/ ١٧٩٩م... قام رينود بحمل هدايا لعبد العزيز بن محمد الذي استقبله استقبالا حسنا وأبرما اتفاقات شفهية وغيرها لم يعثر لها على أثر إلا أن الحملات السعودية على الكويت توقفت لخمس سنوات بالتمام... ويبدو أن التعايش السلمي بين البحرية البريطانية والإمارة السعودية لفت انتباه العثمانيين فحاول سليمان باشا والي الشام العثماني أن ينصح سعودا ويتحداه وأرسل إليه رسالة صدرها باسمه كوال تابع للدولة العثمانية "أيدها الله إلى يوم القيامة وثبتها على عقيدة أهل السنة والجماعة" قال فيها: "فان كان شهواتكم في إعانة الإسلام بالمقاتلة والمعاندة فقاتلوا أعداء الدين الكفرة الفجرة لا الملة الإسلامية". "إلا أن سعودا رد عليه بقوله إن المسلم الذي يعادي الإسلام و ينابذ أهله لا يصير مسلما ولا من آهل الجماعة"... كانت بريطانيا قد بدأت قبل ذلك اللقاء بأكثر من خمس عشرة سنة في إرسال هدايا لا يعرف كنهها ولو أنها بالتأكيد تضمنت أسلحة أثناء تولي وليم لاتوش مقيمية البصرة قبل سقوط الرياض وسقوط إمارة بني خالد بالأحساء وقبل موت الشيخ محمد عبد الوهاب، الذي لابد أنه علم بها، بعشر سنوات، وهي هدايا وصفها السير هارفورد بريدجز مساعد المقيم التالي بأنها "كانت صغيرة ولكن سعود (يقصد عبد العزيز) كان يعبر عن رضاه لتلقيها"... بين تلك الأحداث تظهر في الوثائق البريطانية إشارات لطيفة لحقيقة العلاقة بين الطرفين، ففي مايو١٨٠٧ كتب مانيستي مدير الوكالة البريطانية بالبصرة لرؤسائه أن "عبد الرحمن وكيل الشيخ الوهابي سعود بن عبد العزيز في القرين (الكويت) سلمني رسالة قال فيها إن سيده يرغب في تمتين أواصر الصداقة معي وأن يتعرف على أسباب خلافي مع الحكومة العثمانية ملمحا على ما يبدو إلى تلهف الأمير سعود للانضمام إلى أي خطة هجومية حربية ضد باشا بغداد". وكان باشا بغداد قد أمر مدير الوكالة في تلك الفترة بالرحيل عن الأراضي العراقية لما كان من خلاف بين الدولة العثمانية وبريطانيا بسبب حملة فريزر على مصر وتعديات بريطانية أخرى على الأراضي العثمانية منها المعاهدات التي أبرمها الضابط ديفيد سيتون المقيم بعمان مع شيوخ عشائر ساحل عمان (الامارات العربية المتحدة حاليا). ويورد جيمس موريير عضو بعثة شركة الهند الشرقية البريطانية لدى شاه إيران نص رسالة مترجمة أرسلها سعود بن عبد العزيز إلى البعثة البريطانية عقب حملتها على رأس الخيمة في ١٨٠٩ وتحطيمها لأسطول القواسم قال فيها ما مفاده إن "سبب العداوة بيننا وبين قومنا أنهم اعرضوا عن كتاب ربهم و سنة نبيهم، ونحن لم نعاد أي ملة أخرى ولا تدخلنا في أعمالها وغزواتها ولم نساعدها ضد أعدائها . مع أننا بحول الله وقوته على أعدائنا ظاهرين ..و لذا فاني أطمئنكم أننا لا نقترب من سواحلكم ومنعت أهل ديننا وسفنهم من التعرض لسفنكم. ومن يريد من تجاركم أن يمر بسواحلنا أو يأتي لموانئنا يكون في أمان ونطلب المثل لمن أتاكم من عندنا. و لا يفرحنكم إحراق بعض السفن فلا قيمة لهم عندي ولا عند أصحابها و لا أهل تلك البلاد، و الحق أن الحرب مرة والأحمق هو من يندفع إليها كما قال الشاعر." وكما كان سعود و أبوه من قبله حريصين على رضا بريطانيا كانت بريطانيا حريصة على رضاهم ولو على حساب حلفائها القدامى ففي مراسلة بتاريخ يوليو ١٨٠٩ تجازف بريطانيا بإغضاب حليفها شاه فارس وبني كعب وروافض العراق وترفض تسليم شحنة أسلحة لروافض النجف ليدافعوا بها عن أنفسهم ضد غارات السعوديين وتبرر المراسلة ذلك الخذلان بعدم استفزاز "الوهابيين الذين كنا نهدف إلى البقاء دوما معهم على أفضل صلة." كما رفضت مساندة حليفها سلطان مسقط بعدما تعرض للهزيمة على يد جيش سعودي. أما المرحلة التالية فتعبر عنها الأحداث والمراسلات التي وقعت في عهد سعود بن عبد العزيز بعد مضي عامين على دخول الجيش المصري إلى الجزيرة واستيلاءه على الحجاز ومداخل نجد و قبل أسبوعين من وصول محمد علي باشا إلى الحجاز ليفتتح المرحلة الثانية من الحرب. فقد أرسل سعود مبعوثا في صيف ١٨١٣ اسمه إبراهيم بن عبد الكريم إلى فارس بغرض إبرام الصلح ومعاهدات الصداقة مع شاه الروافض وإزالة أسباب غضب الشاه بخصوص الغارات السعودية على المراقد الرافضية بالعراق. و فيما ذكر المبعوث النجدي للضابط البريطاني أن الزيارة كانت تهدف لإثناء شاه الروافض عن القيام بالحملة عسكرية التي توعد بالقيام بها ضد الإمارة السعودية انتقاما لتدمير المراقد فان الضابط البريطاني تشكك في صحة ذلك التبرير بالنظر إلى أن الحكومة الفارسية كانت لا تسيطر على سواحل الخليج وليس باستطاعتها القيام بأي حملة ناجحة على ساحل الخليج الغربي فضلا عن التوغل في بيداء نجد. استقبل الشاه مبعوث سعود استقبالا حسنا وحمله بالهدايا لسيده. وفيما كانت البعثة تسعى ظاهرا لشراء حياد فارس وضمان مرور الإمدادات عبر فارس والخليج مقابل التعهد بعدم التعدي على الروافض في الجزيرة والعراق وربما السكوت عن ضم فارس لبعض المناطق التي تطمع فيها في الخليج مثل البحرين إلا أن الهدف الأهم كان لقاء الضابط السياسي البريطاني في بوشهر. ثم قام المبعوث أثناء زيارته لفارس بلقاء الضابط البريطاني بروس مدير الوكالة البريطانية ببوشهر على ساحل الخليج الفارسي ونقل اليه " تمنيات أميره سعود بالدخول في روابط مودة وصداقة متبادلة مع الحكومة البريطانية بما ينفع الطرفين. ويقول المبعوث انه بالنظر ليقين سيده التام بمدى قوة البريطانيين في البحر التي لا تقف أمامها أي قوة أخرى فانه يأمل في معاهدة تفتح بمقتضاها موانئ الدولتين وتقوم تجارة حرة لا يقيدها قيد بين رعايا الدولتين". وافقت بريطانيا مع اشتراطها أن تتضمن المعاهدة ليس فقط مظاهر السلام السلبي من عدم اعتداء وحرية ملاحة فقط بل وتتعداها إلى قيام سعود بحماية السفن البريطانية التجارية المسلحة والحربية التي ترسو لأي سبب طارئ أو للتمون بالماء والوقود والحطب على شواطئ الخليج الغربية وأن يتعهد بمنع رعاياه من التعدي على السفن البريطانية المسلحة المارة في مياه الخليج و بالتالي يفسح لها المجال لتؤدي مهامها التجسسية بدون عوائق. ويبدو أن التنازلات التي كان سعود مستعدا لتقديمها كانت كبيرة لان بروس أرسل يقترح على رئيسه حاكم بومباي البريطاني أن يرسل سفنا وضباطا بريطانيين لمسح السواحل الغربية للخليج الخاضعة للإمارة السعودية لرؤية ما يمكن الاستفادة منها إلا أن حاكم بومباي بعد أن ثمن الفكرة اعتذر بعدم توافر السفن والإمكانات اللازمة في ذلك الوقت للقيام بمهمة المسح. وقد زكى الوكيل البريطاني الفكرة لرؤسائه بالقول إن "التعاون مع القوة الوهابية له فوائد أهمها السيطرة التامة على القرصنة العربية في المستقبل و تحويل هذا الأمة الهمجية المتوحشة (أهل نجد) من سراق وقطاع طرق إلى رعايا صالحين (لبريطانيا) فضلا عن فتح ساحل الخليج الغربي للانشطة التجارية". أما المرحلة الثالثة فيمكن الاستدلال على بعض خفاياها من خلال رسالة عبد الله بن سعود رابع و آخر حكام الإمارة السعودية الأولي لبروس مدير الوكالة البريطانية في بوشهر جنوب الخليج قبل سقوط الدرعية والقبض عليه بثلاث سنوات. ويقول بروس في مقدمة ترجمته للرسالة "مرفق طيه رسالة وصلتني من شيخ الوهابيين عبد الله بن سعود ورسالة منه لحليفه رحمة بن جابر الجلاهمة، وترون من رسالة شيخ الوهابيين أنه محدد للغاية فيما يخص قيامنا بحماية أي من قبائل تلك المنطقة أو إعطائها تصاريح سفر بريطانية واعتبر أن ضم أي قبائل غير المتفق عليها للحماية البريطانية يعتبر مخالفا للاتفاقية التي تربط بيننا"... ورغم أن التاريخ الإسلامي يحفل بالمعاهدات الشرعية بين المسلمين وغيرهم إلا أن معاهدات نهاية الإمارة السعودية الأولى كانت تحمل طابعا آخر وهو طابع إقرار قوة نصرانية مسلحة على ما اغتصبته من أراضي إسلامية والتجول داخل البحار الداخلية لديار الإسلام والسماح لها بالتنقل بين نقاط سيطرتها على سواحل الجزيرة بل وإنشاء نقاط جديدة في المناطق الخارجة عن حدود الإمارة السعودية الصغيرة كل ذلك مع تمتعها بالتمون من شواطئ الإمارة السعودية أثناء تنفيذها لخططها في ظل حماية آل سعود لها من أي هجمات عشائرية. لا تعلم مدة سريان المعاهدة ولكن السجلات السرية لحكومة الهند البريطانية تورد فحوى رسالة كتبها فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود تاسع حكام آل سعود للمقيم البريطاني في الخليج في يناير ١٨٥٤م يذكره فيها بوجود اتفاق بين أسلافه السعوديين (في الإمارة السعودية الأولى) وبين بريطانيا تعهدوا فيه بالمحافظة على السلام في الخليج (أمن سفن بريطانيا ومحمياتها في الخليج) لمدة مائة عام مقابل أن تترك لهم بريطانيا حكم الساحل المحصور بين عمان والكويت مع ما يتضمنه ذلك من عدم إعاقة وصول إمدادات السلاح و الذخيرة البريطانية والأوربية للإمارة السعودية تحت عنوان حرية التجارة. ولا ينقص من قيمة ذلك التعاون قيام القواسم في رأس الخيمة ببعض الغارات على السفن الهندية لأن القواسم كانوا تابعين اسميا فقط للإمارة السعودية التي لم تستطع أن تفرض عليهم حاكما من عندها بل إن حكام القواسم راسلوا بريطانيا سرا في ١٨١٤ قبل سقوط الدرعية بسنوات وعرضوا عليها التوقف عن القرصنة في الخليج لو حمتهم بريطانيا من سطوة آل سعود...".









 

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الخلافة, العلماء], العثمانية, الوهاب, [مجموعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc