السلام عليكم ..
في لبنان ..تعرفون لبنان ..لبنان كان محتلا من طرف فرنسا ..في لبنان مثقفون كبار وأدباء ويتقنون الفرنسية ..كما تقانهم العربية ..في لبنان يوجد عرب ويحملون من الأسماء jack و pierreو maurice و nancy ولكنهم يتكلمون العربية بطلاقة دارجتهم القريبة من الفصحى في بيوتهم في الشارع في الدكان في مراكز العمل ..رغم أنهم يفوقوننا سنوات ضوئية تحضرا وعصرنة ..بل عصرنتهم ضاربة في التاريخ ..ولننظر الى حالنا في الجزائر ..مسلمون بما يقارب المئة بالمئة عكس لبنان 50 بالمئة مسيحيون ..
لحظت البعض يقول أنها التبعية للأوروبيين ..أسألكم من يتتبع ؟
المواطن البسيط ؟ لا أخطأتم فالجزائري البسيط العامي لايقلد الفرنسيين أو الأوروبيين ..إنما هو يقلد الكبار في وطنه ..يقلد رئيس جمهوريته الذي يخاطب بطلاقة فرنسية حينما يوجه كلامه للجزائريين يقلد رئيس حكومته ونزولا يقلد الوزير فلان وفلان ..ونزولا يقلد الرئيس المدير العام لمؤسسة من المؤسسات ونزولا يقل اعوان الإدارة ..وهكذا ..فالمواطن البسيط المسكين المغلوب على امره ..يقلد هؤلاء لأنهم قريبون منه ..يقلدهم لأنه اذا خاطبعه بعربيته المسكينة نظروا الى شزرا من اعلى رأسه الى أسفل قدمه ..هو متخلف وغير مثقف وينتمي للطبقة السفلى ..من المجتمع ..
حاشا أن يكون 190 عاما من الإستدمار الفرنسي مسؤولة عن فرنسة الشعب الجزائري ..فالجزائري بفطرته السليمة يكره الفرنسية ويحب لغته العربية ..اللع غالب المسكين مجبر على ذلك ..مايفعله ليس من ارادته انها مذلة الحاجة وإبرازز الذات ..وقضاء المصالح ..لاأقصد طبعا فئة من الجزائريين قليلة جدا انسلخت من جلدها ..لا بل أقصد عموم الجزائريين ...في احدى المناسبا كان رئيس الحكومة التركية ..ينزل ضيفا على الجزائر بمطار وهران يستقبله نظيره في بلدنا ..مايثير عجب العجاب ..أن التركي كان يتكلم تركيته بكل طلاقة ..وأما الجزائري فكان يرد بفرنسية عالية الجودة ..مما يضطر المسؤول التركي من أجل فهم كلام مسؤولينا أن يعاد كلامه مترجما من الفرنسية الى التركية ..لو وضعت نفسي مكان ذلك المسؤول التركي لأندهشت ولربما ساورني أنني لست بوهران انما بأحد الأقاليم الفرنسية ..عجبا ..دولة اوروبية في يوم ما ابرمت اتفاقا مع الجزائر اعتقده اقتصاديا ..وكان من جهتنا محررا بالفرنسية ..على ما أذكر بلجيكا ...فحدث أن تم رفض الإتفاق ذاك من الطرف الآخر ..لأنه بالنسبة لهم تضمن خللا ما ..فالجزائر دولة عربية ويتوجب أن يكون ما يصدر عنها بلغة عربية ..وقد حدث جدل بالخصوص وبعد أخذ ورد طويل رضي الطرف الآخر بالأمرالواقع ..
أقسم بالله العظيم لو أن كبارنا انتهجوا استعمال العربية في تداولهم المكتوب والمنطوق لأندفع اغلبية الشعب وراءهم محاكيهم في ذلك ..
فارحموا شعبا يتكلم لغة غير لغته ومرارة تصيب حلقه كلما مرت حواليه كلمة غير عربية ..