اذا كان هذا انتصار فماهي الهزيمة؟؟

[قادة بلعيد]

يقول الله سبحانه و تعالى ( و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله و ليقولوا قولا سديدا ). صدق الله العظيم.


ندعو الله عزوجل أن ينجي المستضعفين من أهل غزة، وليس في قلب المؤمن مثقال ذرة من خير إذا لم يتألم بمصاب إخوانه.
وليس الكلام في حماس تأييدا لليهود، وهذا إلزام ما لا يلزم.

إن قضية تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس اليهود قضية بينة المعالم، لا يجادل فيها مسلم صحيح الإيمان, إذ كيف يرضى ببقاء المسجد الأقصى تحت سلطة أبناء القردة والخنازير

وبعيدا عن اجواء الاحتفالات بالنصر فوق ركام الحرب وبين جثت الشهداء، وبعيدا ايضا عن كم المغالطات في التصريحات وتعداد الانتصارات من حماس، ، فإن هذه الحرب وان كانت متباينة جدا في خسائرها البشرية والمادية حسبما تشير إليه الارقام، الا أنها لم تسجل فوزا يحسب لأي طرف.








2142 شهيدا، و11100 مصابا، وتدمير ما يزيد عن 10700 منزلاوالاف المشرديين بالاضافة الى الاضرار التي لحقت المدارس والجامعات والمستشفيات، مقابل مقتل 69 جندي اسرائيلي وثلاث مدنيين وتكلفة مادية بلغت 15 مليون شيكل للنواحي اللوجستية و16 مليار شيكل تكلفة الحرب.. تلك كانت حصيلة 52 يوما من الحرب على القطاع، لتضع هذه الاخيرة اخيرا اوزارها بعد اتفاق فلسطيني / إسرائيلي، برعاية مصرية، يعود بالجانبين إلى تفاهمات اتفاق نوفمبر2012 بين حماس وإسرائيل.
تفاخرت حماس بصواريخها الجافة الجوفاء و بأنفاقها المظلمة وبحماسها الزائد الزايف و فتحت المجال لعدو الأمة الأسلامية اسرائيل ليقصف بيوت المسلمين عشوائيا و يقتل الاف الأبرياء من المسلمين الآمنين صرخت عدوانا و بهتانا : لقد انتصرنا على اسرائيل....وبالمقابل صاح أحد رؤوس الصهيونية اليهودية أمام الملأ : لقد انتصرت اسرائيل.

عبر اسماعيل هنية عشية اعلان وقف اطلاق النار والاحتفال بـ “النصر”، بأن “انتصار المقاومة في غزة يرسم كل سنة الطريق نحو القدس والأقصى.. ويعبد الطريق لعودة المشردين واللاجئين إلى أرضهم وديارهم”، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي اوضح في المقابل أن وجود دولة فلسطينية “أمر لا يمكنه تخيله”


اذا ماذا استفادت غزة من الحرب لا شيء، مادامت اسرائيل تلعب ورقة حماس جيدا، وتستغلها من اجل إلهاء الرأي العام عن القضية الام وعما يحدث في الضفة والقدس. بل واكثر حماس لم تحقق أي شيئ مما كانت تشترطه من اجل ايقاف اطلاق الصواريخ من الحصول على ميناء ومطار الى اطلاق سراح اسرى فلسطينيين الى فتح المعابر، فقط استسلمت للمبادرة المصرية واوقفت صواريخها في انتظار مفاوضات لن تتم او لن تحقق من ورائها شيئا. وحماس فشلت ايضا في الاقناع بمطلبها الخاص بوساطة قطرية / تركية التي ارادت حماس من خلالها اعطاء دور اقليمي للدولتين، بينما جاء الاتفاق على انهاء الحرب برعاية مصرية، القضية التي ارتأت مصر السيسي ان تعود الى نصابها الطبيعي بعودة حركة فتح / المنظمة الشرعية الى طاولة مفاوضاتها.

اسرائيل لن تلتزم باتفاقياتها ولن يكون عليها ضغوط من المجتمع الدولي العربي والغربي فأرهابها سوف يستمر وسوف يستثمره الجميع كما حصل بعد 2005، و2008/ 2009، و2012، 2014.........وهو ارهاب يؤدي في كل مرة الى حرب ودماروتشرد لشعب الفلسيطني، ولا خيار امام الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية سوى الوحدة وتحديد اهدافها بما يخدم القضية الفلسطينية الكلية، وليس حزبا او فصيلا معينا أو قطاع معين، والعمل على تحقيقها وليس الفرح بالنصر بلا نصر.

الخرائط تنطق لوحدها :













بتصرف من مواضيع