حكم من إعتقد أن المسجد النبوى حدثت فضيلته بعد إدخال القبر فيه
======================================
قال شيخ ال‘سلام بن تيمية رحمه الله :الجواب الباهر في زوار المقابر
" وكان المسجد قبل دخول الحجرة فيه فاضلا وكان فضيلة المسجد بأن النبي صلى الله عليه و سلم بناه لنفسه ، وللمؤمنين يصلي لله هو والمؤمنون إلى يوم القيامة ، ففضل بنيانه له ، فكيف وقد قال : « صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام » . وقال : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا »
وهذه الفضيلة ثابتة له قبل أن يدخل فيه الحجرة ، فلا يجوز أن يظن أنه صار بدخول الحجرة فيه أفضل مما كان ، وهم لم يقصدوا دخول الحجرة فيه ، وإنما قصدوا توسيعه بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فدخلت الحجرة فيه ضرورة مع كراهة من كره ذلك من السلف " .
" ومن اعتقد أنه قبل القبر لم تكن له فضيلة إذ كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فيه والمهاجرون والأنصار ، وإنما حدثت له الفضيلة في خلافة الوليد بن عبد الملك لما أدخل الحجرة في مسجده فهذا لا يقوله إلا جاهل مفرط في الجهل ، أو كافر ، فهو مكذب لما جاء عنه مستحق للقتل ، وكان الصحابة يدعون في مسجده كما كانوا يدعون في حياته ، لم تحدث لهم شريعة غير الشريعة التي علمهم إياها في حياته .. بل نهاهم أن يتخذوا قبره عيداً ، أو قبر غيره مسجداً يصلون فيه لله عز وجل ليسد ذريعة الشرك ، فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً ، وجزاه أفضل ما جزى نبيا عن أمته ، فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه " .
________________________
الجواب الباهر في زوار المقابر