||عقــَقْتَهُ قَـــبْلَ أنْ يَعُقَّــــــــكْ||

[رونق البريئة]

ـالحمد لله رب العالميــــــــن ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمينْ ،

ـالسلآم عليكم و رحمة الله تعالى و بركـــــــاته معشر الطيبيــــــنْ و الطيبات ، و بـَعْدُ،




جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر سيدنا عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- ابنه, وأنَّبه على عقوقه لأبيه, فقال الابن: يا أمير المؤمنين, أليس للولد حقوقٌ على أبيه؟ قال: بلى, فقال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، وأن يحسن اسمه، وأن يعلِّمه الكتاب –القرآن- فقال الابن: يا أمير المؤمنين, إنه لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها زنجيةٌ كانت لمجوسي، وقد سماني جُعْلاً -أي خنفساء- ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً, فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل, وقال له: أجئت تشكو عقوق ابنك؟ لقد عققته قبل أن يعقَّك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.



اليـــــــوم و في مجتمعاتنا المسلمة _مع الأســـــف _ يشتكي الكثير من الأباء و الأمهات _حفظهم الله جميعا_ من عقوق أبنائهم لهم ، فلــوْ تأملنا و تدبرنا قليلا في أسباب انتشار هذه الظاهرة لوجدنــــــــا أنه من بين الأسباب الكثيــرة التي تؤدي إلى وجود هذه العقوق هو عقــــــوق قد سبقتها، و تتمثل هاته العقوق في إهمال الوالدين لبعض حقوق أبنائهم في مرحلة صغرهــــــــــم و طفولتهم , و يستوقفنـــا في هذا الموقف قول رسول الله صلى الله عليه و سلم _ رحم الله والدا أعان ولده على بره
تـــرى ما عساها تكــــون حقوق الأبناء على آبائهم ؟!!!!!

إذا ما طرحنــا هذا السؤال على الآباء الذين يعانون من هذه المعضلة فسيجيبــــــــون مثلا : يا أخي أنا موفر له كل شيء درسته ، شربته أطعمته فماذا يحتاج أكثر من هذا ؟؟



لكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنْ


المسأله في الحقيقة ليست مسألة صرف مادي بل يجب أن يكون هناك صرف عاطفي للطـــفل ، فالطفل يحتاج أن يحس أنه محبوب و لا يمكن للطفل أن يحصل على هذا الحب و الحنان إلا من والديه

إذن الصرف المادي لا يغني عن الصرف المعنوي العاطفي الذي يشعره بالأمــــــان و الحب و لو طرحنا سؤالا ثانيا على أب أو أم ولدهما يفوق ال18 سنةو هو عاق لهما : ماذا صنعت مع ابنك في المرحلة ما بين ال0 و ال12 سنة عندما كان ابنك عجينة طرية بين يديك ؟ فحتما ستجد معظم الأباء قد أهمله في تلك المرحلة ، فأين كنت أخي الطيب أختي الطيبة عندما كان يتوجب عليك(َِ ِ) أن تربيه و أن تقوم بحقوقك اتجاه الأمانة التي رزقها الله إياك ؟ فالآن أنتهت مرحلة التربية و جاء الدور على مرحلة المصاحبة و النصح



فالشجرة مثلا إخواني إذا نشأت معوجة صعب جدا جدا في كبرها أن تعدلــــــــها و تقوم إعوجاجها، فلاحظوا معي إخواني الفرق بين الشجرتين و ستفهمون المعنــــى بشكل أوضح ، فلو تربى الطفل على عادات سيئة و نشأ عليها لكان من الصعب جدا تقويـــمه إذا كبـــــر و تصحيـــح الأخطاء التي تربى عليهــاْ!!



و من هنـــــــا نوجه رسالة إلى كل الآباء و الأمهات في مرحلة التربية من حياة طفلك ربه على أخلاق الاسلام الحميدة و صاحبــــــه إذا كبــــــر و بإذن الله ستحصد ثمرة جميل <<ما صنعت فتــى بار بوالديه مطيع لهمـــا و محسن إليهما >>







و في الختــــــــــام
يسعدنــــي أن أكتب هذه الكلمــــــــات لوالداي الكريمين _ حفظهما الله و أطال في عمرهما في طاعته _

باركـ الله فيكما و جزاكما الله خيــــــــــرا على كل ما قدمتماه و تقدمانه لي و جعله في ميزان حسناتكما و جعلكم من السبعين ألفا الذيــــــــــن يدخلون الجنة بغير حساب و لا سابق عذاب
أمـــــــي أبي أحبكما كثيرا




أسأل الله العظيـــــــــــم أن يكرمنـــــا برضا الوالدين و يوفقنا في طاعتهما و برهمـــــــــــــــــــــا ، فاللهم احفظ آباء و أمهات المسلميــــــن و اعف عنهم و ارزقهم الفردوس الأعلى


ـأنـــــــــا في إنتظــــــــار مشاركاتكم القيمة و الرآئعــــــــة ، فجمال مواضيعي لا يكتمل إلا بردودكم الطيبة إخواني و أخواتي الكرام و الكريـــماتْ