السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقالين بهذا الصّدد أحدهما تذكّرت أين قرأته وإليكموه
اقتباس:
ضيف حمزة ضيف
في الفيلم الدرامي الإسباني (البحر بداخلي)،(الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في العام 2004)، هنالك صخبٌ يعج بالعمق الإنساني، قال “رامون” المشلول للكاهن في أحد مشاهده: “إنني أؤمن أن الحياة قضيّة حق، وليست مجرد التزام عابر” .
،،
والحال أن ما قاله “رامون” التعيس يتقاطع طردياً مع حالة الإعلام العربي حيال ما يحدث في غزة، من بربريّة لاإنسانيّة تقودها “إسرائيل” ضد مدينة خطيئتها الكبرى أنها تحلم كثيراً، وتسير بحذاءٍ ضيق للغاية، تتسق في ذلك بما لا يدعهُ مجال للمفاضلة الإنسانيّة مع أغنيّة لـ”فرقة شارع 13 الموسيقية” : ” أنا أمريكا اللاتينية، شعب بلا ساقين لكنه يمشي”، ذلك أن المعاناة واحدة وحلقات الدفاع تتقلّص رسمياً، وتتسع شعبياً شيئاً فشيئاً، لأن هنالك تقاطعات كونيّة لا يمكن البدء في اختزالها بداعي الأحكام المسبقة، أونتيجة مؤثرات كفيفة غالباً ما تنجح في إفراغنا من الوعاء الأممي لصالح شعارات وطنيّة، سُرعان ما تذبل وتحقق انكفاءً شديداً على الحدود القُطريّة بمجرد رفع المظلمة.
،،
المتحدث باسم الأونروا ينهار على قناة الجزيرة:
في مشهد عنيف التأثير على قناة الجزيرة، لم يتمالك المتحدث باسم “الأونروا” (كريس جونس) نفسه وأجهش بالبكاء، وهويسترد المشاهد التي كان شاهداً عليها بعد أن قصفت “إسرائيل” مدرسة الأونروا في غزة، فور الانتهاء من تصريح أدلى به إلى قناة الجزيرة. ولقد كان المشهد مؤثراً حقاً، ذاك أن الدموع على عيون الشباب قد تكون ضرباً من المعتاد في الغالب المستمر، لاعتبارات تدخل ضمن السياق البشري، بينما تبدونفس الدموع على أحداق المسنين ووجنتيّ الكهول، شأناً عميقاً ولا يخلومن ألف دلالة.
وما يثير الحيرة والسخريّة في آن، أن السيد “بان كي مون” الأمين العام للأمم المتحدة، علّق على هذه المجزرة بأن:
“من العار أن تقصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة تأوي أطفالاً ولاجئين”.
وأضاف في ذات السياق: “لقد أخبرنا إسرائيل سبع عشرة مرّة على أماكن وجود مراكز للأمم المتحدة”.
في حين قرّرت الولايات المتحدة اليوم بناءً على قرار وزاري إمداد “إسرائيل” بـ”ذخائر وقنابل يدويّة، ورشاشات تطلق قنابل “، إضافةً إلى عزم “الكونغرس الأمريكي” على تزويد “إسرائيل” بالمال والذخيرة أيضاً.
هذا التآخي الأمريكي التقليدي ينسف ما قالهُ “بان كي مون” في القاهرة من وصلة زجل ومديح و”ردح” نموذجي في حق وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” حين وصفهُ بأنّه رجل سلام ويتعب كثيراً لأجل تحقيقه ..
كلام كهذا لا ينسجم أبداً مع اتهام “بان كي مون” لـ”اسرائيل” بقصف مدرسة الأونروا، سيما وأن العسل “الأمريكي/ الإسرائيلي” ليس حديثاً أوطارئاً بل هوقديم وضارب، حتى أصبح طبيعياً يفوق التحالف المعتاد .
،،
التلفزيون الجزائري الحكومي ودقيقة الصمت :
دخل التلفزيون الوطني الجزائري في غطيط ملون، وتبييض مسرف للأهمية الضمنيّة للقرار الحكومي “الكبير” بتخصيص ” دقيقة صمت وتوقف 5 دقائق عن العمل ترحّماً على شهداء غزة”، وأكد مصدر حكومي – نقلاً عن جريدة النهار الجزائريّة – أن “السلطات قررت التزام دقيقة صمت والتوقف عن العمل في القطاعين العام والخاص لمدة خمس دقائق يوم غد الخميس (اليوم بزمن المقال) في حدود منتصف النهار عبر كامل التراب الوطني ترحماً على أرواح ضحايا غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني”. وأضاف نفس المصدر أن “التزام دقيقة الصمت والتوقف عن العمل لخمس دقائق سيكون خارج كافة المؤسسات والهيئات والمنظمات الأخرى”.
التلفزيون الجزائري وفي نشرة الأخبار، أفرد حيزاً لغوياً مقمّشاً بكل أساطيل اللغة الخشبيّة، دون أن ينجح في صرف الغبش عن موقف رسمي جزائري ليس في مستوى ما يتوقعه فلسطينيون يحبون الجزائر ويحترمون تاريخها، ذاك أن “فلسطين” عموماً و”غزة” خصوصاً قد عبّأت جعبتها بكل هذا الكلام المنمق، والكلام في أقصى حالاته لا يحرّر فسحة الصمت من المسؤولية الأخلاقيّة والعربيّة إزاء ما يحدث من مجازر بربريّة .
،،
مهما يكن من أمر، فإن ما تحققه المقاومة الفلسطينيّة قد نسف جزءًا من الانتقادات الموجهة لـ”حماس″ بترك النضال والانخراط في مشاريع سياسيّة دنيويّة، لطالما كانت محطّ امتعاض المؤمنين بأن “السلميّة” مجرد بذخ فارغ وترفيهي أمام عدوجاهز للإبادة، وقادراً على شق تروس الموت بكل أشكاله، دون أن يلوي على حصن إنساني أوأخلاقي أوديني ..حيث انعدمت أي ضمانة بشريّة تُعفي حتى الأطفال وهم على المراجيح في يوم العيد من موت معلقٍ إلى أسفل ومُصفدٍ إلى أعلى وضمير خرقتهُ أوهام البقاء والأبديّة .
هذه ملاحظة وجب ذكرها ولا تمنع التحفظ عنها على الإطلاق، لمن لم ينجح – خاصةً في القنوات العربيّة- في إدراج النّقد على هيئة أبواب متفرّقة
|
والثاني نسيت مكان قراءتي له
وأرى أنّ بعض القنوات العربية عارية من الصّحة
وبعضها يركض خلف خبراء وقادة العدوّ كأنّه يرغب منه أن يعترف بجرائمه
شكرا