بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :
أخي الكريم :لا أريد التطويل فر رد كلامكم الذي يتجنى على الصوفية والزهاد .
أولا :كلام الشيخ المغربي الذي نقلته فيه تهافت ومبالغة واطلاق للكلام على عواهنه من مثل قوله :
أنها أي القباب والزوايا تفضل المساجد .
أنها محل الأسرار .
أن بنيان المسلمين هو المساجد .
محل الفتوحات الربانية .
الا اذا جئتنا يا أخي بكلام الصوفية الكبار وهم يصرحون بمثل هذا الهذيان ...فقول الشيخ المغربي هذا يحتاج الى الدليل ؟؟؟
ولو فرضنا جدلا أن شخصا أو اثنين أو عشرة أو مائة يقولون بهذه الأقوال ..فهي ليست حجة على التصوف والزهد فكل منهج وكل طائفة حتى السلفية لم تسلم من أشخاص يسيئون اليها بأقوالهم وأفعالهم والأمثلة موجودة ؟؟
ثانيا:أنت بهذا الكلام تنكر أن الكثير من شيوخ الزوايا الجزائريين كانوا في مقدمة الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي في حين أن جمعية العلماء الجزائريين كان موقفها من الثورة الجزائرية على الأقل أقول :ضبابيا ؟؟ ارجع لمؤرخينا ماذا يقولون ...
أما فيما يخص اشتقاق كلمة التصوف وأنها مشتقة من صوفيا اليونانية فاطلاق في غير محله ...وكلام يدل على دوغمائية كبيرة ...
فكلمة صوفية :تحتمل أربعة فروض :
الأول أن يكون الصوفي منسوبا الى صوفة
الثاني :أن يكون منسوبا الى الصوف
الثالث :أن يكون مشتقا من الصفاء
الرابع أن يكون منسوبا الى كلمة صوفيا اليونانية
فالنسبة الى صوفة نسبة الى رجل كان قد انفرد بخدمة الله عند بيته الحرام واسمه الغوث بن مر وان شئت فارجع الى تلبيس ابليس لابن الجوزي وقد ذكر حكاية في ذلك وهذا الكلام لم يخترعه ابن الجوزي فقد كان معروفا وأشار اليه الزمخشري في أساس البلاغة والفيروزآبادي في القاموس المحيط .
أما الفرض الرابع الذي هو نسبتها الى صوفيا اليونانية ليس الا نوعا من الاغراب وقد قال به أبو الريحان البيروني وقال به فون هامر من المستشرقين وتعصب له الأديب عبد العزيز الاسلامبولي والأستاذ لطفي جمعة .
....وغرام بعض الكاتبين من أهل هذا الزمان برد كلمة الصوفي الى صوفيا اليونانية يمثل احدى النزعات العنصرية :ففي أهل زمننا من يرد كل كلمة عربية الى أصل أجنبي حين يرد لها مشابه في لغة أجنبية .
ولا يفوتنا أن نقيد أن العرب كانوا مولعين بحفظ ما يدخل لغتهم من الألفاظ الأجنية .ولو كان التصوف من صوفيا لنصوا عليه في كثير من المؤلفات فلم يبق الا أن يكون ورودها في كلام البيروني بابا في الاغراب .
للامانة العلمية : لقد نقلت قضية اشتقاق الصوفية من كتاب : التصوف الاسلامي في الأدب والأخلاق للدكتور زكي مبارك ..وهو قامة كبيرة في الأدب العربي .
لذلك ارجع الى الكتاب لتستفيد .....فهو قد عرض لقضية الاشتقاق هذه من الصفحة 38الى الصفحة 49 وأكثر من النقول .
هدانا الله لما يحب ويرضى