السلام عليكم
تحل علينا ذكرى أول نوفمبر ولا يدري الواحد منا ماذا يصنع هل يفرح يفتخر يحزن أم ماذا
أنا فخور لأن أجدادنا حرروا هذه الأرض الطاهرة ، عندما رووها حين الضما بدمائهم الزكية
نحن نعتز بالثورة التحريرية المباركة لأنها رمز للعزة وللصمود ولبسالة الشجعان من أبناء هذا الوطن الحبيب
أما عن حزني فسببه ما آلت اليه أوضاع البلاد والعباد
فكما ترى بعينك الفساد مستشري في كل ربوع هذا الوطن فقد أصبح ديدن أغلب المسؤولين
بل أصبح الفساد منظما تديره عصابات النهب والخراب
وحال الشباب لا يخفى عليك بين تهميش ولامبالاة وبطالة و عنوسة طالت كلا الجنسين
ناهيك عن الفساد الأخلاقي الذي تديره هذه المافيا وتشرف عليه ..
ومع ذلك فإن الخير باق مهما كان ، والخيرون الغيورون على وطنهم موجودون وباقون
ولعل صلاح البلاد والعباد يبدأ منهم فهم أحفاد شهداء الثورة المباركة ، وقبل ذلك هم يتبعون نهج الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين
ذاك الجيل الفريد الذي تربي على يدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخي .. أنا الآن أكتب هذه الكلمات وبالصدفة جاءت على مسامعي أنشودة موطني وكلماتها الرائعة تقول ..
هل أراك... هل أراك... سالما منعما و غانما مكرما... سالما منعما و غانما مكرما . هل أراك في علاك تبلغ السما ... تبلغ السما..
لو تعلم مدى حبي لهذه الأنشودة فأنا أتفاءل جدا بكلماتها ، أسأل الله أن يرفع البلاء عن أمة محمد ويعزها وينصرها على أعداءها .. اللهم آمين
أخي الكريم الكثير من المفسدين لا يريدون ذكر البعد الديني وهم قد عرفوا بنبذهم لكل ما هو إسلامي
فهم يصطادون في المياه العكرة وليس من مصلحتهم ذكر الإسلام ودوره في النصر والتمكين للمسلمين
وهناك من يلهث وراء كل ما هو ضد هويته ودينه ، ولا يرى النجاح إلا في محاربة هذا الدين ولكن الأمر محسوم فقد قالها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )
نحن نستطيع مجاهدة الفساد والمفسدين بما أوتينا من قوة كل واحد من موقعه وعلى قدر استطاعته
وخصوصا كل من يشرف على تربية النشء فهذه مسؤولية عظيمة وجليلة
فصلاح البلاد يبدأ من هذه النقطة وهي تربية النشء على حب النبي وآل بيته الكرام ، وتزكية النفوس وسموها بفضائل الأخلاق والأعمال
الأب في أسرته والمعلم في قسمه والمدير في مؤسسته الكل يغرس بذور الخير في النشء بذور الإيمان و الصلاح والأخلاق وحب العمل و الإخلاص فيه
ولكن مع عدم استعجال قطف الثمار فالله وحده بحكمته ورحمته هو من سيتولى ذلك ، وفي الوقت المناسب عندما يأذن بذلك سبحانه وتعالى
فمهمتنا تكمن في المساهمة في إصلاح البلاد قدر المستطاع فنحن لسنا مطالبين بالنتائج
ولا يكلف الله نفسا الا وسعها
ولعل أكبر مهمة لإصلاح البلاد هي إصلاح أنفسنا فمن ملك نفسه فقد ملك العالم
بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع القيم والمفيد وجزاك الله خيرا