بعد أن حضرت درسي و كتبت مذكرتي تمددت في فراشي متثائبا فإذا أنا بائع في سوق تُباع فيه الحروف و الكلمات و النصوص و الأرقام يحكمه (مكاس ) شرير ومساعدوه لا يرحمون و لا يعصون له أمرا حيث كنا نبيع الحروف و بعض الكلمات و كنا ( التجار ) نوعين نوع كُتب على لافتته عبارة (أ ر ت م) و كانت سلعته جيدة و زبائنه كثيرون و النوع الثاني كُتب على لافتته عبارة (ا ت ا ) و كانت سلعه رديئة و زبائنه قليلون و فجأة هب إعصارا قويا و أمطار و رعد و برق و أخذ يقلع خيم التجار فتفرق الناس و جرى كل واحد إلى حيث يظن أنه خلاصه ، و بعد مدة انقشع هذا الإعصار فخرج الناس يتفقدون سلعهم عندها خرجت فوجدت السوق صار أجمل و السلع صارت أفضل و الزبائن أكثر رفاهية فقط خيم التجار (ا ت ا ) كلها اقتلعت ولم تبق منها واحدة فحزّ في نفسي هذا الأمر و أشفقت عليهم و بكيت عليهم بكاء مرا و قلت في نفسي كما اقتلعت خيمهم سيأتي يوما و تقتلع خيمنا و إذا بي أسمع صوتا يقول إنه الزمن و إياكم و الزمن . و عندما أفقت . قلت الحمد لله أن كل هذا كان حلما . لكني تشاءمت من شيئين في هذا الحلم أولا السوق لأنني أعلم أنه من شر البقاع و ثانيا (المكاس ) الشرير