جاااائتني رساااالة هذاااا محتوااااهاااا

[الأمل القااااادم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البلبلة

مفارقات
بين العزيمة والهزيمة 2
أ.د. صلاح الدين سلــــطــان
المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مملكة البحرين
عضو المجالس الفقهية فى أوربا وأمريكا والهند
19 شوال 1431 هـ الموافق 28/9/2010م
www.salahsoltan.com

العزيمة تجعل صاحبها يشق الجبال، ويخوض عباب البحار، ويقطع الفيافي والقفار، ليصل إلى هدفه مهما كانت التضحيات، كما قال سيدنا موسى: (لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) (الكهف:60)، والهزيمة تجعل صاحبها متثاقلا إلى الأرض، يعيش في الهواجس والشكوك والخوف والهلع والجُبن والفزع، يحسبون كل صيحة عليهم، ويتحسبون لكل كلمة، ويتوجسون من كل شيء، شعارهم: "امشِ جنب الحيط" ولا تتكلم لأن "الحيطة لها ودان"، أما العزيمة فقد أنطقت الشاعر ساخرًا من أهل الهزيمة قائلا:

ولا يقيم على ضيم يسام به إلا الأذلان عِير الحي والوتد

هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشج فلا يرثي له أحد

بينما وقف أهل الهزيمة يسخرون من أهل العزيمة لما تحركوا لغزو الرومان فقالوا: (غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ) (الأنفال:49) لأنهم فكروا في حرب أعدائهم غافلين عن عددهم وعدتهم، وتأسفوا على شهداء أحد فقالوا: (لو كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) (آل عمران:156)، لكن منطق أهل العزيمة هو: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ) (آل عمران:154)، ويترنمون بقول الشاعر:

وإذا لم يكن من الموت بدٌ فمن العار أن تكون جبانًا

منطق أهل الهزيمة: "من طلع من داره اتقلِ مقداره"، ومنطق أهل العزيمة هو قولة طارق بن زياد بعد أن فتح بلاد المغرب والأندلس مع موسى بن نصير حيث وقف على حافة المحيط الأطلسي يناديه: "لو كنت أعلم أن خلفك أمة يا بحر خضتك والردى أهوال".
منطق أهل الهزيمة هو التعامل مع الأعداء بالذلة والمهانة والضعف والاستكانة، ويتطلعون إلى لقطة أو زيارة، أو صورة مع زعيم أو رئيس أو وزير أو خفير أو حقير، وتُنشر على أنها تفضلٌ من ألدِّ الخصام أن تعطف وتكرم فمنحنا فرصة أن نكون ظله!، أما أهل العزيمة فقد كانوا يتعاملون مع الأعداء بما يستحقون، مثل هذه الكلمة القوية الشامخة التي أطلقها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو الودود الرقيق مع المؤمنين الشديد الأبيُّ مع الظالمين فقال: "والذي نفسي بيده لأُنسيَنَّ الرومان وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"، وأنفذ وعده فتحقق النصر المنشود، بعد أن مزّق جحافل الفرس، وفرَّق صفوف المرتدين.
لابد أن ننظر اليوم إلى قادتنا وزعمائنا بمعايير الرجال أصحاب العزائم، أو أنصاف وأرباع وأثمان الرجال صناع الهزائم، فأضاعوا فلسطين والأقصى، وجعلونا نستجدي السيارة والطيارة بل اللقمة والإبرة، "ومن لم يكن طعمه من فأسه فلن يكون قراره من رأسه" كما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله، فانتبهوا من غفوتكم يا أهل الهزيمة يرحمكم الله!!.

بووووووووووركتي يااا غاااالية