من الملاحظ أن الناس يؤمنون أشد الإيمان بمرض أجسامهم ولا يؤمنون بمرض نفوسهم ، فإذا شعر أحدهم بمرض جسمي أسرع إلى الطبيب يصف له أعراضه ، ويستوصفه دواءه ، وينفذ أوامره مهما دقت ، ويبذل في ذلك الأموال مهما جلت ، ثم هو يمرض نفسيا فلا يأبه لذلك ، ولا يعيره عناية ، ولا يستشير طبيبا نفسيا ، ولا يعنى بدرس الأعراض ومعرفة الأسباب ، وقد يلح عليه مرض النفس ويصل به إلى اليأس ، فلا يسعى لعلاج ولا يجد في معرفة دواء كأن نفسه أهون عليه من جسمه ، وروحه أتفه من بدنه .
مع أني أعتقد أن آلام الناس من نفوسهم أكثر من آلامهم من أجسامهم وأضرار مجتمعنا من مرضى النفوس يفوق أضرارها من مرضى الأجسام .
أما نحن فبدل الإعتراف بالألم والذهاب إلى طبيب نفسي ، نقوم بشراء بعض المسكنات المجانية وأهمها : الله غالب .... هذا أنا .... هذه عقليتي .... كاش من يسالي ..... هكذا تربينا .
في رأيكم ما سبب الخوف من زيارة الطبيب النفسي ؟
- هل هو عدم الثقة به وبقدرته على العلاج ؟
- أم اعتبار المرض النفسي لا علاج له ؟
- أم الخوف من القيل والقال ؟
- أم بسبب تقاليد بالية وتربية خاطئة ؟