قصص العزاب على كراسى المقهى_منقول_ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصص العزاب على كراسى المقهى_منقول_

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-08-09, 23:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
KHAOULA SEBTI
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية KHAOULA SEBTI
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قصص العزاب على كراسى المقهى_منقول_

"هو يريد الزواج ليجد من تغسل له ملابسه ويوفر الجنيهات المائة التي ينفقها شهريا في الدراي كلين، أما أنا فأحتاج لها لأسباب مختلفة تماما، الغسالة الأوتوماتك تقوم بدورها في الغسيل، لكن من يحل لي أزمة المكواة كل صباح، خاصة أنه لا يوجد محل للمكواة قريب من منزلي..."

الفقرة السابقة من حوار بين أصدقائي العزاب على المقهى، حوار لم ينته بعد، لكنه بدأ مع اللحظة التي أبلغتهم فيها بنيتي ترك صفوف العزاب وتفكيري الجدي في الارتباط ومن ثم الزواج.

فكرت أن الفرصة قد تكون مناسبة لكتابة مذكراتي عن العزوبية وأيامها، خاصة أن الحوار أنعش في رأسي ذكريات لا حصر لها، قد تكون السطور القادمة جزءا منها.

عازب = عذاب

"عازب".. لا أعرف للكلمة معنى، لكني أخمن أن هناك رابطا بينها وبين "العذاب"، فالفارق ليس كبيرا بين الـ"ز" والـ"ذ"، والفارق ليس كبيرا أيضا بين حال العازب وحال المتعذب، كلاهما يتمنى أن يمر الوقت سريعا لتنتهي مشكلته.

في حالتي اجتمعت العزوبية مع العذاب، فقد كان قدري أن أنتقل للعيش في محافظة أخرى غير محافظتي للدراسة، وهناك عرفت قيمة أمي الطيبة، وفهمت الفارق بين أكلها ذي الملح الزائد وبين ملح المطاعم ذي الأكل القليل.

مرت سنوات الدراسة بسرعة، لأنتقل بعدها إلى دولة أخرى للعمل هناك في تخصصي، وهو ما زاد في أزمتي، فلا أمل عندي في الرجوع قريبا للبيت، ولا أمل هناك في الزواج من البلد الذي أعيش فيه، ولا أمل لدي أيضا في أن تكفي إجازتي السنوية القصيرة في التعرف على عروس والزواج منها، خاصة أن تقاليد بلدي لا تميل لأن يأخذ الزوج زوجته ويسافر في الشهور الأولى للزواج.

السطور السابقة هي حكاية عبد المنعم، صديق المقهى، وهي أقل الحكايات إثارة وقسوة..

عزوبية المبدأ!

نعم، أنا عازب لأني صاحب مبدأ أحافظ عليه، كان قراري الذي اتخذته منذ سنوات أن أمتنع عن الزواج لسنوات، أو على الأقل حتى تتوافر الظروف المناسبة للزواج.

بمرور الوقت ذاع صيتي بين أقراني بشروطي الخاصة، وبمزيد من الوقت بدأت أدرك أن الأزمة ربما تكمن في تلك الشروط.

في خيالي، أن الزواج السليم لا يصلح بدون سيارة حديثة وشقة تمليك، ورصيد في البنك، وشهر عسل في أوربا...

ولن أصل إلى هذا المستوى قريبا، رغم أني تجاوزت الثلاثين، ذلك أن الجنيهات الألف التي أقبضها شهريا لن تمنحني أيا من أمنياتي.

دعوني أخبركم بالسبب في شروطي، فأنا الولد الوحيد على ست بنات أخوات لي، ولأن أبي ينتمي لطبقة أرستقراطية قديمة، فقد أصر على أن يملك أزواج أخواتي كل أمنياتي السابقة، وهو ما حدث معهم، وهو أيضا ما لم يحدث معي.. ولن يحدث!

السطور السابقة هي الأخرى فصل من قصة، يحكيها مسعد، هو الآخر صديق المقهى الذي ما زلت أجلس فيه.

في السجون.. ذلك أفضل جدا!

هو الآخر عازب ينتمي إلى ثلتنا، إلا أن لديه "أسبابه الخاصة جدا"، غريبة.. ألم تلاحظ أن كل عازب يملك ظروفه وأسبابه الخاصة، وكأن الأصل هو الزواج والشذوذ هو العزوبية، مساكين هم الأزواج، يروحون عن عذابهم بأن يدعوا إليه آخرين ليتعذبوا معهم..

نعود إليه، وإلى أسبابه التي منعته من الزواج، والتي أعطته عضوية دائمة في نادي العزاب، هو ليس رفيقا في المقهى، فسنه ووضعه الاجتماعي يمنعانه من الجلوس معنا، لكننا نعرفه جميعا بطريقة أو بأخرى.

تعود قصته إلى الوراء.. أربعين عاما، يوم كان شابا ينتمي إلى إحدى التيارات المعارضة، دخل السجن شابا يافعا، ومضى بالداخل عشرين عاما كاملة، حرمته بالتأكيد من مقابلة أي فتاة تصلح زوجة.. أو حتى لا تصلح.

كان يعيش على أمل، أن تتكرر معه نفس القصة التي عاشها قادة التيار الذي ينتمي إليه، فهو يخرج كبيرا، لكن يجد فتيات كثيرات في انتظاره باعتباره يملك من النضال ما يعوض فرق السن الكبير، لكن هذا ما لم يحدث معه، خرج ووجد داخله عزوفا غريبا عن الزواج -هكذا يقول- منعه من التفكير حتى في ذلك، وجعله يمنح الأيام الباقية في حياته للعمل السياسي.. وهو ما يفعله الآن!.

السطور السابقة، لا أعرف صاحبها، لكنها قصة نتداولها أنا وأصدقائي، ترى هل تعرف أنت بطلها؟.

الأظافر البيضاء الطويلة!

صديقنا الأخير كان آخر من تحدث، هو منزو بطبعه وأقلنا حديثا، وهو ما جعلنا نتوقع أن يكون أسرعنا خطى إلى "قفص" الزوجية السعيد، لكن هذا ما لم يحدث.

الأظافر البيضاء الطويلة، هذا هو ملخص الحكاية، شرطي الوحيد في زوجتي أن تكون سوداء الشعر، وأن تملك أظافر بيضاء طويلة ونظيفة، وهو ما لم أجده.

كنت أستعين بأختي الوحيدة في البحث عن عروس تتوفر فيها الشروط، لكنها لم تجد، والأسوأ أنها تزوجت، وبالتالي فإني لم أجد من يبحث لي بعد رحيل أمي عن دنيانا ورحيل أختي إلى بلد عمل زوجها.

وأنا الآن ما زلت منتظرا أن أجد صاحبة الأظافر المناسبة، ربما أجدها، وإن لم أجد فتكفيني الجلسة معكم في هذا المقهى.

أما أنا..

أنهيت حكايتي مبكرا، أو لم أشأ حتى أن تكون لي حكايتي مع العزوبية، فرغم أني لم أتخرج بعد وأنهى دراستي الجامعية بعد فإنني نويت أن أتزوج في أقرب فرصة، لا تشغلني السيارة الحديثة ولا الأظافر الطويلة، والحمد لله أنني لم أدخل بعد السجن، ولم أعارض النظام بالشكل الذي يجعل السجن عقابا لي.

العزوبية نعيم، لكن من الذي قال إن حياة الإنسان في الأرض يجب أن تكون نعيما، ومن أيضا الذي قال إن الزواج هو الجحيم.. ولو كان.. فعلى الأقل سأعيش في جحيم يسمح لي بغسل ملابسي في المنزل وكيها أيضا.. وأمور أخرى تعلمونها أنتم بالتأكيد؛ لذا فلن أحكي عنها!.









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc