مع سيد قطب رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مع سيد قطب رحمه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-03, 18:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مع سيد قطب رحمه الله

ذكر مسلمٌ رحمه الله في مقدّمة ((الصحيح)) عن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال: (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم).
وهذا فتح للباب على مصراعيه للجرح والتعديل حتى ولو كان في البدء بالمعنى الأعمّ (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم), وهذا القول الذي ذكره الإمام مسلم في مقدمة ((الصّحيح)) عن محمد بن سيرين، أرجعته إلى أبي هريرة رضوان الله عليه وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما ذكر ذلك ابن عبد البر في ((التّمهيد)) وغيرُه في غيره، ومِثله لا يُقال من قِبَل الرّأي فله حكم الرّفع (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم).

فهذا هو الأمر الأول - النّظر في أصل المسألة لمعرفة سبب الخلاف الدّائر حولها.

وأمّا الأمر الثاني من أمريّ الخلاف في مسألة الجرح والتعديل فهو الخلاف المتعلّق بالأستاذ سيّد قطب رحمه الله تعالى؛ فوجدت ذلك أعجب وأعجب! لأنّ سيّدا رحمه الله هو أكبر الجارحين من المتأخرين - نعم هو أكثر من مارس الجرح في العصور المتأخرة -، ولا تعجب فإنّ الرّمي بالكفر هو أكبر جرح يكون.

هل تعلم جارحا هو أكبر من الرّمي بالكفر والوصم به؟!

فسيّد رحمه الله تعالى إمام الغلاة في الجرح بلا منازع، ومع ذلك يدور الخلاف حول جرحه وتعديله, هو رحمه الله تعالى إمام الغلاة في الجرح في العصور المتأخرة بلا منازع رحمة الله عليه, فقد كَفَّر المجتمعات الإسلامية كلّها، بل كفّر البشرية جميعها, وقبل أن أسوق إليك بعض نصوص سيّد رحمه الله في ذلك, أذكر لك شهادة الدّكتور يوسف القرضاوي في كتابه ((أولويات الحركة الإسلامية )) صفحة110 قال: (في هذه المرحلة ظهرت كتب الأستاذ سيّد قطب التي تمثّل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع, وتعجيل الدّعوة إلى النّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد, وتدعوا إلى العُزلة الشعورية عن المجتمع, وقطع العلاقة مع الآخرين, وإعلان الجهاد الهجوميّ على النّاس كافّة ...) إلى آخر ما قال.

وهذا بعض ما قال سيّد عفا الله عنه في تكفير البشرية:

قال سيّد عفا الله عنه في ((الظّلال)) في المجلّد الثاني ص1057قال: (لقد استدار الزّمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية، وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزّل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم جاءها الإسلام مبنيا على قاعدته الكبرى: شهادة أن لا إله إلا الله).
ثم قال عفا الله عنه: (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلاّ الله، وإن ظلّ فريق منها يرددّ على المآذن لا إله إلاّ الله دون أن يدرك مدلولها).
ثم قال عفا الله عنه: (البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددّون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء - يعني الّذين يرددّون لا إله إلا الله على المآذن قال: - وهؤلاء أثقل إثما وأشدّ عذابا يوم القيامة؛ لأنّهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهُدى, ومن بعد أن كانوا في دين الله) - فكفروا -. وقال رحمه الله مثل هذا المعنى في نصوص كثيرة في ((الظّلال)) وغيره من كتبه.
وقال غفر الله له في ((المعالم)) صفحة98: (ما هو المجتمع الجاهلي؟ - ثم عرّفه قال: - إن المجتمع الجاهليّ هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم).
ثم ذكر صورا من صور المجتمع الجاهليّ, ثم قال صفحة101: (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي - يعني الّذي هو سوى المجتمع المسلم - تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنّها مسلمة).

فالمقصود: أن سيّدا غفر الله له كان غاليا في التّجريح جدّا, بل هو إمام أئمة الغلوّ فيه, وقد رمى عمرًوا رضي الله عنه بالكذب والغشّ والخديعة والنّفاق والرشوة وشراء الذّمم, وجرّده رضي الله عنه من كلّ فضيلة, مع أن سيّدا مَدِين لعمرو رضي الله عنه خاصّة بإسلامه - أي: بإسلام سيّد نفسه -, لأنّه ما من مصريّ مسلم إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله ربّ العالمين إلاّ ولعمرو بن العاص خاصّة رضي الله عنه في عنقه دَين كبير, وجميل جليل, فعمرو رضي الله عنه هو قائد الأجناد الذين فتح الله بهم مصر, وأجداد أجداد سيّد - عفا الله عنه - إلى زمن الفتح ممّن دخل في الدّين إنّما أسلموا بسبب عمرو وجنده رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الحديث الّذي رواه أحمد ومسلم وأصحاب السّنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا), فما سجد سيّد لله سجدة, ولا كتب حرفا يُرضي الله, ولا كُتِب في صحيفة حسناته حسنة إلاّ ولعمرو رضي الله عنه مثلها.

أفهذا هو ردّ الجميل؟! أفهذا هو ردّ الجميل؟!

لقد طاش قلم سيّد في أعراض جملة من الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين, فطال قلمه معاوية وعمروا وأبا سفيان وهندا, بل طال قلمه الخليفة الرّاشد عثمان بن عفّان رضي الله عنه, وأسقط خلافته من الخلافة الرّاشدة, واعتبرها فجوة بين خلافة عمر وخلافة عليّ رضي الله تبارك وتعالى عنهما في كلام يجيء إن شاء الله ربّ العالمين.

وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, رحمه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc