قال الله تعالى:
*(( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ))*الصافات : 102
سمعا وطاعة يا أبت افعل ما تؤمر
هل رأيتم او سمعتم برا أعظم من هذا؟
فقال الشاعر :
أرأيتم قلبا أبويا *** يتقبل أمرا يأباه ؟؟
أرأيتم ابنا يتلقى *** أمرا بالذبح و يرضاه ؟؟
فاضت بالعبرة عيناه ***أضناه الحلم وأشقاه
شيخ تتمزق مهجته*** تتندى بالدمع لحاه
ينتزع الخطوة مهموما *** والكون يناشد مسراه
وغلام جاء على كبر *** يتعقب في السير أباه
والحيرة تثقل كاهله *** وتبعثر في الدرب خطاه
ويهم الشيخ لغايته *** ويشد الابن بيمناه
بلغ في السعي نهايته ***والشيخ يكابد بلواه
لكن الرؤيا لنبي *** صدق وقرار يرضاه
والمشهد يبلغ ذروته *** وأشد الأمر وأقساه
إذ تمرق كلمات عدلى ***ويقص الوالد رؤياه
وأمرت بذبحك ياولدي *** فانظر في الأمر وعقباه
ويجيب الابن بلا فزع *** افعل ماتؤمر أبتاه
لن أعصي لإلهي أمرا *** من يعصي يوما مولاه
واستل الوالد سكينا *** واستسلم الابن لرداه
ألقاه برفق لجبين ٍ *** كي لا تتلقى عيناه
وتهز الكون ضراعات *** ودعاء يقبله الله
تتوسل للملأ الأعلى*** أرض وسماء ومياه
ويقول الحق ورحمته ***سبقت في فضل عطاياه