الحب الإلهي هو أن كل مؤمن بالله هو محب لله ، قال الله تعالى : {والذين آمنوا أشد حبا لله }ولكن هؤلاء المحبين على مراتب من المحبة بعضها أعلى من بعض فأشدهم حبا لله أحسنهم تخلقا بأخلاقه مثل العلم والحلم والعفو وحسن الخلق والستر على الخلق ، وأعرفهم بمعاني صفاته وأتركهم لما يخالف أمره .
ومن علامات الحب الإلهي :
- كثرة ذكر الحبيب وحب كلامه وتكريره على الأسماع والقلوب
- المجاهدة في طريق المحبوب بالمال والنفس ليقرب منه ويبلغ مرضاته والانقطاع إليه والأنس به والاستراحة بقربه بمناجاته في خلوة
- الاشتياق إلى الموت لأنه مفتاح اللقاء
- الطمأنينة بقرب الحبيب ودوام النظر وسياحة الفكر وموافقته وإيثاره على النفس
- الزهد في الدنيا والخروج إليه من النفس بإيثار الحق على جميع الأهواء
- الراحة بالشكوى إليه والاستراحة إلى علمه به وحده وإخلاص المعاملة لوجهه وحسن الأدب فيها ، وكتم ما يلم به من الضيق والشدائد وإظهار ما ينعم به من اللطف والفوائد وكثرة التفكر في نعمه وغرائب صنعه وعجائب قدرته وحسن الثناء عليه في كل حال ، والصبر على بلائه .
أما الشوق فهو مقام رفيع من مقامات المحبة لا يبقى للعبد راحة ولا نعيما في غير شوقه وإن المشتاقين مقربون بما أشهدوا من الشوق إليه وتلك مثوبة منه لهم لما شوقهم إليه .
يقول أبو حيان التوحيدي : ( حرام على قلب استنار بنور الله أن يفكر في غير عظمة الله ،حرام على لسان تعود ذكر الله أن يذكر غير الله ، حرام على نفس تطهرت من أدناس الدنيا أن تدنس من مخالفة الله ، حرام على عين نظرت إلى مملكة الله أن تحدق إلى غير الله ) .
أدعو الله – سبحانه وتعالى – أن نكون من المحبين له بأعلى درجات المحبة ومن المشتاقين للقياه .
آمين