المصليات للتراويح

[سـعـيد]

أوردها سعد وسعد مشتمل .. ما هكذا يا سعد تورد الإبل

أظن أن التعميم أخذ حصة الأسد من النقاش ، وكأننا نتكلم عن ذهاب النساء للأسواق أو الحمامات أو ...
نحن نتكلم عن المساجد يا إخواني ..
لا أظن أن هناك من الإخوة من تكلم عن منع النساء للذهاب إلى المساجد ..
تكمن المشكلة عند البعض في أن أغلب النساء - في نظرهم - لا تلتزم بالضوابط الشرعية ، وبقاءها في البيت أفضل من خروجها للمسجد
سبحان الله العظيم ..
يعني لم يبق للمرأة أي مكان لأن تنحرف فيه إلا المسجد ؟؟؟
أيعقل أن يخاف البعض على الشباب والبنات من الفتن التي يمكن أن تحدث في المسجد ؟؟؟
والبعض الآخر يتحدث عن الكوارث والمصائب و الأهوال والفتن ما ظهر منها وما بطن التي ستحدث لو ذهبت المرأة للمسجد ؟؟؟
المرأة الآن في المدرسة و الجامعة وفي الشارع وحتى في الحمامات والأسواق والأعراس وعلى الشواطئ ..
هل بقي الخطر فقط في ذهابها للمسجد ؟؟؟
سبحان الله العظيم ..
هونوا عليكم يا أخواني ، ما هكذا ينبغي أن تأخذ الأمور
صحيح أن المساجد مقدسة وصحيح أن هناك بعض المخالفات هنا وهناك ، وصحيح كذلك أن هناك بعض المنكرات التي لا يمكن السكوت عنها
ولكن هذا لا يعني أن نلغي ذهاب المرأة للمسجد بسبب هذه المخالفات ..
ولا ينبغي التعميم واتهام كل النساء بارتكاب هذه المخالفات

عجبت عندما رأيت من يتكلم على دور الأئمة وعن دور المساجد ، ويتكلم بكل بساطة وتلقائية في الكلام ويتهم الأئمة بالتقصير وأنهم تابعون وو ..
سبحان الله العظيم ..
كل كلمة محسوبة علينا وسنحاسب عليها يوم القيامة ..
بالنسبة لدور الأئمة أو دور المساجد ، فالأمر كذلك يختلف من إمام لإمام ومن مسجد لمسجد
والأئمة الربانيون العلماء الأتقياء الذين لا يخافون في الله لومة لائم موجودون في كل مكان وكل زمان
هناك من الأئمة من يعمل ليل نهار ، يدعون إلى الله على بصيرة وعلى تقوى وورع ، وهم كثرة وليسو بقلة
وكذلك هناك من المساجد من يفتح طوال اليوم ، وفيهم من الخير والبركات ما الله به عليم
فلا ينبغي إطلاق الأحكام هكذا ..
وما هكذا تورد الإبل يا إخواني ..
أتركوا النساء يذهبن للمساجد ولا داعي لهذا التهويل ..
نعم يذهبن بالضوابط الشرعية التي اوجبها الله عليهن
ولا داعي أن يقال أن أغلب النساء اللواتي يذهبن للمساجد لا يلتزمن بالضوابط الشرعية وغير ذلك من هذا الكلام ..
ولا تخافوا عليهن ، لأن الفتاة الغير متدينة وغير متخلقة ستنحرف خارج المسجد ولن تنتظر حتى يأتي موعد الذهاب إلى المسجد
ومرحبا بالنساء الغير ملتزمات فلعل الله يهديهن ويتوب عليهن ليتبن ويلتزمن ، ولا داعي لقول أكثر من هذا ..
بعض النساء لو لم تذهب إلى المسجد فستذهب إلى مكان آخر غيره ، أو تبقى في البيت للقيل والقال ، أو أمام التلفاز من مسلسل لآخر .. فربما يكون ذهابها للمسجد أحسن لها من بقاءها في بيتها ..

ولست أنا من يقول اسمحوا للمرأة بأن تذهب للمسجد
فالرسول صلى الله عليه وسلم هو من سمح للمرأة بأن تذهب إلى المسجد ولم يمنعها ، وهذا الحديث الشريف صالح لكل زمان ومكان وصالح أيضا في زمن الفتن هذا ..
حتى لا يخرج علينا من يقول أنه كان ذلك في عصر الصحابة أما الآن فنحن في زمن الفتن فلا داعي لخروج المرأة للمسجد

لا يمكن بأي حال من الأحوال وصف جميع النساء اللواتي يذهبن إلى المساجد بهذه الأوصاف ، وبهذا التعميم المبالغ فيه
بل وجب علينا الانشغال بأنفسنا والكف عن التكلم عن الغير والدخول في نياتهم ، ونسعى جاهدين لإصلاح ما قد يحدث من خلل هنا أو هناك
ولا يقل لي أي أحد ( راح المحرم في جرة المجرم ) ..
لا أبدا ..
أغلب النساء اللواتي يذهبن إلى المساجد هن عفيفات طاهرات كريمات
هن أمهاتنا وخالاتنا وعماتنا وأخواتنا كذلك
وما يظهر لنا من نقص هنا أو هناك فهذا الضعف جزء من الطبيعة البشرية فينا ، سواء كنا رجالا أو نساء
فلا ينبغي التعميم ، ومنع النساء من الذهاب إلى المسجد
بل يجب إصلاح ما يمكن إصلاحه دون مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم
وينبغي أن نعمل بما أخبرنا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهو أعلم بحالنا منا ..
(( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) صدق الله العظيم

وينبغي الرجوع دائما إلى ما قاله جمهور العلماء الربانيون فهم ورثة الأنبياء وهم أهل الفتوى والفقه في هذه المسائل

وصلى الله على سيدنا محمد